عنوان كبير.. لكن لعل بالأسطر التالية (مدخل) من رام بضع مرامٍ لها، وله أن يزدردها إن دنت عما أمّـل حين أراد مولانا مدح نبيه لنا والثناء على رسوله (صلى الله عليه وسلم)، لم يورد كثرة العبادة ولا الكرم. ولا زهده أو...

لكن ساق الأخلاق بـ ((و إنك لعلى خلق عظيم))

.. ويوجز هذا الحديث (لن تملكوا الناس بأموالكم ولكن بأخلاقكم)-1- وسبحان الله أنى التفت.. وجدت من عظمة ديننا ما يوقفك على عتباته توقيرا واحتراما فهذه الميزة الجليلة- الأخلاق- لا تحتاج لبلوغ كعبها مالا ولا مكانة بين الخلق ولا قوة جسدية ولا...

إنما هي عمل ذاتي صرف من خلال أطر النفس وتربيتها من لدن صاحبها، والحديث قرب: (ليس الشديد بالصرعة لكنه الذي يمسك نفسه عند الغضب).

وإيجاز هذا ما تجده بين درجات بين العباد، فـ( من زاد عليك بالخلق زاد عليك بالدين) - 2- وهذه المنقبة قد اتفق عليها «السلف» حين قال الفضيل بن عياض: (ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس، وسلامة الصدور، والنصح للأمة).

و»الخلف»...

(إنك لتعجب من أناس يحرصون على أداء الشعائر التعبدية ويلتزمون بالمظاهر الشرعية ويجتهدون في نوافل العبادات من صلاة وصيام وتلاوة وذكر وغيرها، ولكنهم لا يولون جانب المعاملة للخلق اهتماما يذكر)- الشيخ عبدالعزيز الفوزان-

وواقع مجريات تاريخنا -3- تصدق ذلك/ فقد دخل الاسلام بجيوشه مناطق ولما ضعفت جيوشه، ما برح أن خرج (الأندلس مثالا) ودخل الإسلام بتعاليمة.. والتي انطبعت بأخلاقيات أهله فبقي لليوم (إندونسيا مثالا)

يا متعب الجسم كم تسعى لراحته

فرطت عمرك فيما فيه خسران

أقبل على الروح واستكمل فضائلها

فأنت بالروح لا بالجسم..إنسان..

ويوجز ما تقدم هذه المعلومة الغزيرة.. وهي عن كتاب ربنا/حول مواضيع القرآن، ذكر المختصون أن مجموع آيات القرآن الكريم (6236) آية ثم حصروها بأنها تنتظم تحت ثلاثة مواضيع رئيسة، وهي:

1)) التوحيد

ومجموع آياته نحو (1000) آية.

2)) التشريع

ومجموع آياته نحو (300) آية.

3 )) التهذيب

ومجموع آياته نحو (5000) آية.

وهذا أمر قد يكون ملفتا للنظر، وداعياً للتأمل،...

تُرى لماذا جعل الله أكثر آيات القرآن موجهة لتهذيب النفس الإنسانية..؟

لأن الدين المعاملة.. صحيح-4-فالكلام سهل ممكن أن يتقنه الكثير-5-

لكن التطبيق أمر صعب يفشل فيه الكثير

وتزكية النفس هي ما يرمي إليه القرآن الكريم في معظم آياته لينعكس ذلك على السلوك والأفعال ثم على المجتمع المسلم فيصبح مجتمعا راقيا وقويا يتمكن من إعمار الأرض في الهدف من وجوده.