الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، تنطلق يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر محرم الجاري الموافق للعاشر من نوفمبر الجاري فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الجرائم المعلوماتية بقاعة الملك فيصل بفندق الإنتركونتننتال، وتنظّمه كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويستمر عدّة أيام.
وبهذه المناسبة التقت «الجزيرة» بعميد الكلية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عيسى بن عبدالله العيسى للتحدث عن أهمية وأثر المؤتمر في مناقشة وسائل محاربة الجرائم الإلكترونية والإرهاب ومواجهة الفكر الضال.
كما تناول اللقاء عن إسهام خبراء التقنية في حماية الوطن من مخاطر الأفكار المنحرفة وخداع الشباب، وعن كيفية تعزيز التقنية الحديثة الأمن الفكري وترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمع.
وفيما يلي نص الحوار:
* تنظم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الجرائم المعلوماتية.. ما أهمية هذا المؤتمر في هذا الوقت تحديدا؟
- أهمية هذا المؤتمر فقد حظي هذا المؤتمر برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- ويأتي ذلك ليعكس رؤية واهتمام القيادة الحكيمة بمجال مكافحة الجرائم المعلوماتية وحرص قيادتنا الحكيمة واهتمامها في كل ما من شأنه حماية أمن هذه البلاد ومقدراتها، تجريم من يسعى للفساد والإفساد حيث شكلت الجرائم المعلوماتية خطراً يهدد أمن المجتمع، من هذا المنطلق تأتي ضرورة التوعية بخطورة الجرائم المعلوماتية على أمن الفرد والمجتمع، كما سوف يعنى المؤتمر بهذا الجانب ويقدم دراسات وحلولاً حديثة للمساهمة في مكافحة هذا النوع من الجرائم، كما سيتم خلال المؤتمر مناقشة وسائل محاربة الجرائم الإلكترونية والإرهاب ومواجهة الفكر الضال كما يهدف المؤتمر إلى توعية المجتمع بأخطار الجرائم الإلكترونية وعقوباتها وسبل تجنبها، وسيتم من خلال المؤتمر عرض مجموعة متنوعة من وجهات النظر المعاصرة حول مجمل القضايا ذات العلاقة.
* كيف يمكن لخبراء التقنية المساهمة في الحماية من الهجمات والشبهات التي تحاك ضد الوطن؟
- ولله الحمد والمنة، لدينا الكثير من الجهات سواء الرسمية أو الخاصة التي تعمل تقنيا لمواجهة مثل هذه الهجمات، والوطن مسئولية الجميع، والمسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، كل بحسب تخصصه وقدراته، ويأتي دور المؤتمر لإبراز مثل هذه الجهود، والوقوف على أبرز التجارب الدولية والمحلية في حماية البنى التحتية، وبمشاركة عدد من الباحثين والمختصين في مجال أمن المعلومات من داخل المملكة وخارجها، وذلك من خلال حلقات نقاش مفتوحة.
* لجأ أصحاب الفكر الضال من الخوارج وغيرهم إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بث الأفكار المنحرفة وخداع الشباب.. ما السبيل لمكافحة هذا النهج المشين لهؤلاء؟
- من الواجب علينا جميعاً توعية النشء لخطورة مثل هذه الوسائل، وتفعيل دور الرقابة الأسرية لأبنائهم والتحذير من الأفكار الضالة، وهناك جهود مبذولة من وزارة التعليم ووسائل الإعلام المرئي والمسموع وغيرها في توعية فئة الشباب بخطورة الانسياق خلف الأسماء المستعارة والمعرّفات المجهولة التي تهدف إلى تشويه الأفكار وهدم أسس المجتمع الإسلامي وتدعو إلى الإرهاب والتكفير والقيام بأعمال إرهابية تحت غطاء الدين، وهذه مسئولية مشتركة تبدأ من دور الوالدين والمعلمين والمؤثرين في الإعلام الجديد والأئمة والخطباء والمواطن الذي هو رجل الأمن الأول، كل يسهم قدر استطاعته.
* هل تعتقدون أنه من الممكن أن تسهم التقنية الحديثة في تعزيز الأمن الفكري وترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمع.. وما آلية ذلك؟
- إن أهم ركائز المجتمع المسلم الوسطية والاعتدال، وتسهم التقنية في ذلك من خلال استخدامنا الأمثل لها فيما يرضي الله -سبحانه وتعالى- ويخدم الدين والوطن، ونحن نسعى من خلال المؤتمر لطرح أساليب الاستخدام الأمثل، وذلك من خلال توعية المجتمع والعامة من مستخدمي التقنيات المختلفة وذلك من خلال محاضرات جماهيرية.
* كمتخصص في علوم الحاسب ما أبرز المخاطر التي يواجهها المسلمون في وسائل الاتصال الجديد؟ وماذا تقترحون لعلاج ذلك؟
- دائماً في التعامل المستجدات يحتاج المسلم إلى الثبات على المسلَّمات في الدين والثوابت العقدية، وحسن استغلال التقنية في الدعوة إلى الله وأعمال البر والاستفادة منها لما فيه مصلحة للوطن والمواطن، ولا يوجد خطورة من استخدام التقنية، لكن قد تكمن الخطورة بسوء الاستخدام.