لاهاي: داعش والفصائل استخدما غاز الخردل في سوريا ">
لاهاي - بيروت - وكالات - موسكو - سعيد طانيوس:
في أول تأكيد على استخدام الغاز السام في النزاع السوري، خلص خبراء في الأسلحة الكيميائية أمس الخميس، إلى أن غاز الخردل استخدم في معارك بين فصائل معارضة في سوريا في أغسطس، وفق ما أفادت مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقالت المصادر لفرانس برس: إن الغاز استخدم في مدينة ماريا في محافظة حلب (شمال) في 21 غسطس.
وقالت مصادر دبلوماسية: إن غاز الخردل الذي يسبب حروقا في العينين والجلد والرئتين، والمحظور بموجب القوانين الدولية استخدم خلال معركة بين مقاتلي ما يسمى بـ(تنظيم داعش)، ومجموعة مقاتلة أخرى.
وخلص تقرير المنظمة السري الذي وضع يوم 29 أكتوبر (بمنتهى الثقة إلى أن شخصين على الأقل تعرضا لغاز الخردل)، بينهما رضيع توفي في بلدة مارع شمالي حلب يوم 21 أغسطس.
ويمثل ذلك معضلة بالنسبة لمجلس الأمن الدولي، لأنه من المفترض أن سوريا سلمت مخزونها من المواد الكيماوية بالكامل قبل 18 شهراً. وينتهك استخدام هذه الأسلحة قرارات مجلس الأمن الدولي ومعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية التي أبرمت عام 1997.وقال أحد المصادر إن التقرير يثير أيضاً (تساؤلاً مهماً بشأن من أين جاء غاز الخردل.. إما اكتسب ما يسمى بـ(تنظيم داعش) القدرة على صناعته بنفسه أو ربما جاء من مخزون لم يعلن عنه وسيطر عليه التنظيم.. كلا الخيارين يبعثان على القلق).
ويضاف التقرير الذي سيقدم رسمياً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت لاحق هذا الشهر إلى مجموعة من الأدلة تثير القلق بأن تنظيم داعش حصل على أسلحة كيماوية في العراق وسوريا ويستخدمها. وكانت سلطات إقليم كردستان العراق قد قالت في وقت سابق هذا الشهر: إن مقاتلي التنظيم أطلقوا قذائف مورتر تحوي غاز الخردل على مقاتلي البشمركة الأكراد في شمال العراق، خلال اشتباكات في أغسطس.
ميدانياً سيطرت فصائل مقاتلة معارضة لنظام بشار الأسد أمس على بلدة إستراتيجية تقع على طريق تربط بين محافظة حلب في شمال البلاد وحماة في وسطها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بريد إلكتروني: إن فصائل مقاتلة بينها جند الأقصى تمكنت من السيطرة بشكل كامل على بلدة مورك عقب هجوم عنيف وقصف مكثف بمئات القذائف والصواريخ.
على صعيد ذي، صلة اتفق ممثلون عن (الجيش الحر) ووزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين على عقد اجتماع عسكري بينهم في أبوظبي نهاية الأسبوع المقبل.
وقال محمود الأفندي أمين سر (حركة الدبلوماسية الشعبية) وأحد المنسقين في المفاوضات بين الجيش الحر والجانب الروسي في حديث لوكالة (سبوتنيك) الروسية: تم التوصل إلى اتفاق حول اجتماع لـ28 قائد كتيبة من الجيش السوري الحر من ريف دمشق والقنيطرة وحماة، والريف الغربي لحمص، وكذلك الجبهة الشمالية من ريف حلب وإدلب، مع ممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، سيجري على الأرجح في نهاية الأسبوع المقبل في أبوظبي. وكشف الأفندي أن هدف اللقاء المرتقب ومحتواه هو (تفعيل الغرفة العسكرية المشتركة التي اتفق عليها سابقا في موسكو لضرب تنظيم (داعش وجبهة النصرة)، وكذلك إيجاد حل سياسي بعد القضاء عليهما، وأن يقدّم الروس أيضاً ضمانات لحماية ألوية الجيش الحر من قوات وميليشيات النظام، لأنه حتى الآن من المستبعد أن تحصل مصالحة بين الجيش الحر وجيش النظام).