زوج برقم سري ">
اقتربت بائعُة العطورِ الشابة من خالد وزوجته مُرحبة بكلِ رقة، وغنج أنثوي مستخدمة جميع المهارات التي اكتسبتها ودربت عليها في جذب الزبائن «تنصح بهذا العطر، وتطالب بشم الآخر، وتبالغُ في وصف قوة تركيزه وصناعته، والزوجة تتابع بصمت، وبركان الغضب، والغيرة، والسخط يرتفع مؤشره داخل قلبها، ويزداد حنق الزوجة؛ لتجاوب زوجها مع البائعة، وابتسامات المجاملة التي بادلها إياها تناول خالد زجاجة العطر التي رشحتها له الشابة وقدمها لزوجته ليأخذ رأيها لم يكن يتوقع ردة فعل غاضبة ناقمة بقلب، وعقل من تقف بجواره ، بدأت ملامح خالد تتغير وتتبدل؛ لأنه شعر بموجة الغضب العارمة التي تعلن بداية عاصفة تنذر بنكد زوجي قادم قد يستمر أياماَ أمسكت الزوجة بزجاجة العطر ورمت بها بطريقة عصبية على طاولة المحل وخرجت مسرعة.
ابتسم الزوج، وخرج مسرع الخطى؛ محاولًا إخفاء انزعاجه، وانطلق بسيارته بعصبية بعد أن دوى بمسمعه صوت اغلاق الباب بشدة، خيم الصمت الكئيب لدقائق، استعاذ من الشيطان ومد يده؛ ليمسك بيدها؛ ليقدم نوعا من التنازلات واعتذار فعلي يُرضي غرورها «أفلتت يدها بقوة من يده حاول إمساكها ثانية فدفعته بقوة شعرت «هند» بالانتصار وأحست إنها على حق؛ لأنه بادر بالاعتذار» تنهد خالد بألم، وضيق وانطلق بالسيارة بسرعة جنونية كاد أن يحدث مالا يحمد عقباه، ارتفع صوتها ساخطا معاتباَ، كاسراً حاجز الصمت الذي ران على المكان :لماذا لم تحترم وجودي ؟ قال بانزعاج وضيق وهو ينظر إليها بنظرة يملأها الحب، والقهر في آن واحد فهو يحبها، ويكره سلوكها، وغيرتها الشديدة :»ماذا فعلت !!! هل تعتبرين موقفي وأنتِ معي إهانه لك !وتجاهل لوجودك ! قالت بنبرة حادة : والبريق الذي في عينيك، والفرحة المرتسمة على وجهك وأنت تحدثها! تنهد بحسرة! مشكلتك –يا هند -أنك لا تثقين بي، وتشككين بتصرفاتي، تقدمين الاتهامات جزافا دون النظر إلى الواقع كما هو فغيرتك مريضة تخنق حبنا، وتهدم بيتنا، جنونك يجعلني أخفي عنك أبسط الأمور غيرتك تفرض قيودا تكبل حركتي، وتشلها لأنني»» مللت من تقديم المبررات لكل فعل أفعله، تغضبين، وتنكدين حياتنا على أوهام، وخيالات تتصورينها، غير موجود إلا بأفكارك أنتِ.
شعرت هند بشيء من الذنب «ولكن كبرياءها الأنثوي يمنعها من الاعتراف فقالت: ولكن من حقي كزوجة أن أغار عليك ،»ألست زوجتك !!بلعت ريقها واستعانت بسلاحها الانثوي (دموعها ) لتضعف دفاعه مرددة بصوت يغلبه البكاء : «لأني احبك أغار عليك « تنهد بعمق قائلا : الغيرة يا حبي سم سريع يبيد الحب، ويقضي عليه الغيرة المتوازنة التي تمر دون ان تثير زوبعة فطرة بالمرأة لا أنكرها عليك واتجنب كل ما يثيرها لديك؛ ولكنها الغيرة المعتدلة التي تشعرني بأهميتي وحبك لي لا «الغيرة التي تفوح منها رائحة عدم الثقة، والتشكيك، والأوهام المريضة؛ التي تفسر أي كلمة أو اشارة إلى دليل إتهام. مسببة لنفسك ولي الهم، والنكد والضيق، نحن نعيش معا ولكن لا نملك بعض؛ فهامش الحرية والخصوصية ضروري جدا لكل واحد منا، شكك بي، وبحثك في هاتفي ومتابعة صفحاتي الإلكترونية وساوس شيطانية تهدم علاقاتنا «وتكدر صفونا، ضعي نفسك مكاني لو كنت :انا من أتبع معك تلك الأساليب هل تكونين راضية ؟ -حبيبتي - أعلم أن غيرتك شعور طبيعي من الصعب القضاء عليه، ولكن من السهل التحكم به إذا أردت أن نستمر؛ يمكنك تنبيهي وحواري بما يضايقك دون هجوم فأنا والله يا غاليتي اتصرف بفطرتي لا أقرأ ما يدور داخلك فحاولي ان تتفهمي ان المواقف والوجوه لا تبقى بذاكرتي ولكن تركيزك عليها يُحييها، حبيبتي لنبتعد عن مسببات غيرتك لن أذهب معك للتسوق مرة أخرى ولكن هذا ليس حلًا جذري ولن يرضيك ِ، كل ما أريده منك أن تثقي بنفسك وبي ابتعدي عن الأفكار السلبية فحصاري لن يجعلك تتملكيني، لا تبحثي عن المستور اكتفي بما ترين مني، تأكدي يا :»هنيدة « كلما شعرتُ بثقتك بي كلما سعيت أن أكون أهلا لها زوجتي أقول لك ذلك» لأنك عطري فلا أريد انكسارك».
- سهام الرميح