في صباح يوم جميل ممطر ببريدة الحالمة يخالطه لسعة برودة أخذت أتصفح أرشيف الجزيرة هذه المعشوقة القصيمية، وهنا وقعت عيني على مقال منشور بصفحة وجهات نظر العدد رقم 15353 بعنوان (فراق معلمة مغتربة) بقلم فلوة المسفر والذي أجده انه لم يكتب بقلم بل كتب بدموع حزينة وموقف صعب جداً تعرضت له الكاتبة، وهو موقف البعد عن الأهل والاغتراب وان كان هذا المقال يمثل كل معلمة مغتربة لذا انني أرى ان ذلك المقال قد اختلط بمشاعر حب الأبناء والإجبار على البعد عنهم وحب ممارسة مهنة التدريس هذه المهنة الشريفة العظيمة مع البحث عن لقمة العيش في الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً والذي فتح يديه للجميع ولكل من عاش على أرضه المباركة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين والتي لا تألو جهداً في خدمة كل مواطن وتوفير له سبل العيش بكل يسر وسهولة، فكان اوجب علي الاجتهاد بالمشاركة في هذا الموضوع، وهو اغتراب أخواتنا المعلمات بعيداً عن اطفالهن فلذات أكبادهن، ومن منظور شخصي أرى ان مشكلة الاغتراب كارثة بل جحيم بحاجة لتدخل من وزارة التعليم ووضع حلول لتلك المصيبة التي لا يعلم بها الا من جربها أو من عاش دورها من خلال ما ينقل له ممن عاشوا تلك الغربة، فالبعد عن الأطفال اولاً والأهل والأقارب ليس بالشيء السهل، وبحكم عملي الإعلامي وممارسة مهنة المتاعب فقد سبق وان حكي لي من بعض المعلمات المغتربات عن تلك المعاناة والغربة المؤلمة المخيفة جداً حتى الألم لتلك المعلمات المسكينات واللاتي قدمن من الشرق أو الغرب او اي جهة كانت من اجل لقمة العيش نجد ان عقلها وروحها بقيت في مدينتها ومع أطفالها وان وجودها في هذه المدرسة البعيدة عن مدينتها يبقى جسدا بلا روح وسوف يؤثر هذا سلباً في إنتاجها التعليمي، فالمعلمة المغتربة كثيرة السرحان ويبقى المتضرر اولاً وأخيرا بناتنا الطالبات، فإنني أتمنى من الوزير الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم ان يفصل في تلك المعناة الكبيرة وان يجد حلولاً سريعة، وان يسرع بوضع لجان خاصة لدراسة مشكلة الاغتراب، فالوضع لا يحتمل المزيد، وبما انه من حق كل مواطن إبداء رأيه من دون نسف آراء الآخرين، وهذا ديدن وسياسة من سبقونا في الآراء القيمة وقبل ذلك هو نهج الدولة السعودية وحكامها فإنني أقول رأيي اما ان يجد معاليه حلاً لتلك المعضلة ويضع لها أسسا ومعايير غير المعمول بها حالياً والتي أكل عليها الدهر وشرب، او ان يظهر ويعترف بوجود هذه امشكلة، ومثلما ننتقد بمرارة ايضاً يجب ان نذكر ونشكر بفرح كل من يستحق ذلك، فالدكتور عزام أهل لذلك، فهو الوزير الشفاف الذي يعمل بقلب رجل وطن فهو الرجل المحارب الذي احبه الكثيرون من رجال التعليم، فبعد ذلك المقال الحزين والتي سارعت صحيفة الكل الجزيرة بنشره فلا نستطيع إلا ان نقول الجزيرة عين المواطن للمسؤول بل صدق من قال الجزيرة تكفيك، وأخيرا أتمنى من كل ولي أمر معلمة ان يقف مع تلك المسكينة ويتلمس احتياجاتها ولا يتركها تصارع الأمواج لوحدها وتوفير كل سبل الراحة لها فهي تحمل في عنقها أمانة عظيمة وهي تربية وتعليم فلذات اكبادنا بناتنا الصغيرات وامهات المستقبل، مع تمنياتي للجميع بالتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- محمد عبدالرحمن القبع الحربي