سلمان بن عبدالعزيز عراب إبراز تاريخ الملك سعود ومنحه حقه من البحث والاهتمام ">
بريدة - بندر الرشودي:
أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - أمير منطقة القصيم - أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو «عراب» إبراز تاريخ الملك سعود -رحمه الله-، مرجعًا الفضل له -حفظه الله- في توجيه الباحثين والمؤرخين إلى تلك الحقبة المهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية ومنحها حقها من البحث والدراسة والاهتمام.
وشدد سموه خلال رعايته ندوة دور الملك سعود في تأسيس مسيرة التعليم في المملكة التي نظمها كرسي الملك سعود البحثي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صباح أمس الثلاثاء في المدينة الجامعية بجامعة القصيم بحضور مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي ووكلاء وعمداء وعميدات ومنسوبي الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وطالبات خلال كلمته التي ارتجلها في ختام الندوة على أن شهادة الابن بأبيه مجروحة، مشيدًا بما تضمنته الندوة من استعراض تاريخي لأبرز جهود الملك سعود -رحمه الله- في مجال التعليم.
واستعرض سموه برقية بعثها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- إبان توليه وزارة المعارف للملك سعود -رحمه الله- تضمنت الكثير من الجهود العظيمة للملك دعمًا لمسيرة التعليم في ذلك الوقت التي أبرزها الملك فهد في البرقية تثمينًا لدفعه عجلة التعليم رحمهما الله.
وقد أدار الندوة الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر ومقرر الندوة عبدالمحسن بن محمد السميح وشارك فيها الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي سابقًا الذي تحدث عن السمات القيادية للملك سعود وأثرها في تأسيس مسيرة التعليم مستعرضًا أبرز الإنجازات التعليمية في عهده -رحمه الله- موضحًا أن عهد الملك سعود شهد إنشاء ووضع النواة الأولى لأربع جامعات وهي جامعة الملك سعود بالرياض والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإنشاء أصولها الأولى كليتي الشريعة واللغة العربية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بإنشاء نواتها الأولى كلية البترول والمعادن. مشيرًا إلى أن الملك سعود كان حريصًا على توفير الدعم المالي للتعليم الجامعي رغم ضعف الموارد كما عرف عنه المبادرة بالتبرع من ماله الخاص، كما قام بالتبرع بعدد من قصوره الخاصة لتكون مقرًا للكليات كما هو الحال عند إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إضافة إلى تشجيعه للطلاب ورعايتهم.
كما استعرض الدكتور محمد عبد العزيز الصالح أمين عام مجلس التعليم العالي سابقًا وأمين لجنة التعليم العالي حاليًا، سياسة الملك سعود التعليمية إلى جانب جهوده التي كان من أبرزها إنشاء وزارة المعارف وإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وكذلك العناية بالقرآن الكريم وإنشاء مدارس تحفيظ القرآن الكريم وإنشاء معهد الأنجال ومحو الأمية ونظام التعليم الأهلي والتعليم الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك معاهد إعداد المعلمين واستحداث نظام رياض الأطفال، مشيرًا إلى أن عهد الملك سعود شهد تطورًا عظيمًا في مجالات التعليم كافه الإدارية والفنية والثقافية والمناهج.
فيما تحدث الدكتور إبراهيم بن حمود المشيقح الأستاذ المشارك بجامعة القصيم عن المعوقات التي واجهت الملك سعود بسبب مساحة المملكة الشاسعة ومشكلة إيجاد جهاز إداري وبشري يستطيع أن يغطي هذه المساحة حتى يتم الإيفاء بمتطلبات التعليم وهو ما عمل عليه الملك سعود بتوفير الميزانيات الكبيرة من أجل تحقيق هذه الأهداف، كما استعرض عدد المدارس بمنطقة القصيم التي تم افتتاحها في عهده وقدم إحصائيات متكاملة عنها.
فيما قدم الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية وعضو مجلس الشورى السابق قراءة في بعض مواقف عناية الملك سعود بالعلم والتعليم التي كان من أبرزها حرصه على حضور المحاضرات بالجامعة، وتقديره للعلم والعلماء وتراجعه عن أي رأي اتخذه إذا علم من أحد العلماء خطأ هذا الرأي.
لقطات:
« اتفق المنتدون على أن الملك سعود -رحمه الله- هو مؤسس الدولة المدنية السعودية مشيرين إلى أنه استكمل جهود والده الملك المؤسس -طيب الله ثراه- الذي أرسى أركان الدولة.
« أكَّد المشاركون بالندوة أن الملك سعود لم يأخذ حقه من الاهتمام البحثي والإبراز الإعلامي على جميع الأوجه والمجالات حتى وصلت للغط من قبل بعض الباحثين من خلال دمج منجزاته في حقبة أخرى.
« طالب المنتدون بتكثيف دور الكرسي في إبراز تاريخ ومناقب هذا الرجل العظيم للجيل الجديد من خلال الندوات والمحاضرات والرسائل العلمية.
« أكَّدت أوراق البحث المقدمة أن دراسة تاريخ الملك سعود لا يجب أن تقتصر فقط على حقبته الزمنية إبان توليه الحكم بل تتجاوز ذلك بدراسة الفترة الزمنية التي سبق ذلك حيث كان قريبًا جدًا من والده ونهل منه الكثير من السمات القيادية.