الجمعية السعودية للدراسات الدعوية تنظم غدًا ندوة «مسؤولية الدعاة في توعية الشباب بأمن المجتمع» ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
تحت رعاية وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ تنظم الجمعية السعودية للدراسات الدعوية (بصيرة) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الساعة التاسعة من صباح يوم غدٍ الأربعاء ندوة «مسؤولية الدعاة في توعية الشباب بأمن المجتمع» وذلك بمبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بمشاركة معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي ومعالي الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان عضو هيئة كبار العلماء، وممثل من وزارة الشؤون الإسلامية، والدكتور سمحان بن محمد الدوسري ممثل مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية.
وثمن مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان رعاية وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لهذه الندوة المهمة التي تأتي تحقيقًا لتطلعات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، واستجابة للمعطيات الراهنة والمستجدات والاتجاهات المعاصرة محليًا وعالميًا في مسارات توعية الشباب بأمن المجتمع خاصة في ظل الانفجار الإعلامي والمعلوماتي والتقني في وسائل الاتصال الاجتماعي.
ونوه الدكتور الفوزان إلى أن الجمعية رأت عقد هذه الندوة استشعارًا بمسؤوليتها الدعوية تجاه أمن الوطن، وتجاه حماية الشباب من الانحرافات والغلو والتطرف، إضافة إلى ضرورة المحافظة على الاستقرار المجتمعي.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أحمد بن علي الخليفي أن عقد الندوة يأتي في وقت وزمن كثرت فيه المتغيرات وتعددت فيه وسائل التواصل والتلقي، وما صحب ذلك من الكيد والمكر لمجتمعنا ووطننا، ونتج عنه استهداف للشباب الذين لا يحملون نضجًا ولا علمًا ولا فهمًا.. والسعي إلى محاولة فقد الثقة بولاة الأمر والعلماء.
وأصبح الشباب في هذا الوقت بأمس الحاجة إلى التوجيه والتوعية والإرشاد بما يحقق أمن الوطن ويحافظ على مكتسباته، إضافة إلى أن الوضع الراهن الذي تعيشه المجتمعات، وما يحاط بها من فتن ومشكلات، يحتم على الدعاة المسؤولية الكبرى تجاه الشباب.
وأكَّد الدكتور الخليفي رئيس الجمعية أن أهمية الندوة تأتي باجتماع ثلة من الخبراء والقطاعات والجهات ذات العلاقة، بغية التدارس والتباحث في شأن توعية الشباب بأمن المجتمع وتحقيق المواطنة الصالحة، ومناقشة المسؤوليات والأفكار، ووضع الرؤى والآمال من قبل المجتمعين، لتكون سدًا منيعًا أمام من يحاول المساس بأمن الوطن والنيل من استقراره.
وعن محاور الندوة أوضح د. الخليفي أن الندوة ستتناول جانب الدعاة والشباب، وجانب الدعاة والأمن، وجانب الدعاة والجهات ذات العلاقة.
وسيكون برنامج الجلسة الأولى تقديم الأوراق العلمية من الجهات المعنية، وفي الجلسة الثانية ستقام ورشة عمل يشارك فيها الجميع حيث سيطرح فيها أوجه التعاون بين الجهات ومن ثم البرامج والوسائل والأساليب المناسبة لتوعية الشباب بأمن المجتمع. وقد وجهت الدعوة لعدد من الجهات وعدد من الدعاة للمشاركة في هذه الندوة، لإثرائها، وللمشاركة في تقديم الرؤى والمعالجات.. وللخروج بتوصيات تسهم في توعية الشباب وتحافظ على أمن المجتمع.
وقدم د. الخليفي شكره وامتنانه لوزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ لرعايته وتشريفه الندوة.
من جهته، أشار رئيس اللجنة العلمية للندوة الدكتور عبدالمحسن بن عثمان الباز أن هذه الندوة تأتي استشعارًا من الجمعية بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها وسعيها إلى تقوية روابط الصلة بين الدعاة وجميع الأطراف ذات العلاقة المباشرة، وغير المباشرة في سبيل الاهتمام بهذه الفئة من الشباب لتحقيق الأمن والاستقرار، ولتبصيرهم بالنعم التي يعيشونها ويتنعمون بها، ولتبصيرهم أيضًا بمواطن الانحراف والانجراف للحذر من الانزلاق الفكري، والانحراف السلوكي، والتطرف والغلو الديني.
وبين الدكتور الباز أن هذه الندوة تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف من أهمها: التوكيد على مسؤولية الدعاة في توعية الشباب بأمن المجتمع والمحافظة على مكتسباته، والتعرف على أنواع المسؤوليات المناطة بالدعاة، وتعزيز التعاون والتكامل بين المؤسسات الدعوية والجهات ذات الاختصاص، واقتراح وسائل وأساليب وبرامج مؤثرة وفعالة للشباب تسهم في تفعيل أدوارهم المنتظرة لتحقيق الأمن للوطن، وتسعى لاستقراره، وتحافظ على مكتسباته.
إلى ذلك أكَّد الدكتور خالد بن هدوب المهيدب نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية إلى فكرة عقد ندوة «مسؤولية الدعاة في توعية الشباب بأمن المجتمع» تأتي في هذا الوقت إيمانًا من الجمعية السعودية للدراسات الدعوية بأهمية دور الدعاة للتصدي لهذا الفكر المنحرف ولتحصين الشباب من الأفكار المنحرفة والمناهج الضالة بالحجة والبرهان مع إفساح مجال الحوار والتواصل لكونه من أنجع وسائل الدعوة التي يحتاجها الشباب في زماننا المعاصر، ويؤمل أن يخرج هذا اللقاء بنتائج وتوصيات تعين الجهات ذات العلاقة على أداء مهامها ورسالتها التي تهدف لإرساء الأمن في المجتمع.
يذكر أن الجمعية السعودية للدراسات الدعوية جمعية علمية مقرها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويضم مجلس إدارتها عددًا من المتخصصين، كما ينتسب إليها عدد من الأكاديميين والمهتمين في المجال الدعوي. وتمارس نشاطاتها العامة في تطوير المعارف النظرية والتطبيقية، وتقديم الاستشارات والدراسات العلمية والتطبيقية للقطاعات العامة والخاصة، وفق الأحكام التي تضمنتها القواعد المنظمة للجمعيات العلمية في الجامعات السعودية.
كما أن الجمعية شرعت في وضع خطة لتطوير وتنمية قدرات الدعاة والعاملين في مجال الدعوة إلى الله، إضافة إلى تطوير العمل الدعوي وبرامجه.. وقد طرحت أكثر من عشرين دورة تدريبية في ذلك. وأكثر من عشر حلقات نقاش وورش عمل. كما لها اهتمامها في تقديم الدراسات الدعوية والأبحاث العلمية. إضافة إلى تعاونها مع عدد من الجهات.
وتستهدف الجمعية السعودية للدراسات الدعوية في أنشطتها وبرامجها ومشروعاتها الفئات الآتية المؤسسات الدعوية الرسمية والخيرية والأفراد المتخصصين في مجال الدعوة والإرشاد وكافة شرائح المجتمع ذكورًا وإناثًا وينتسب إليها أكثر من أربعمائة عضو.
وكانت الجمعية في دورتها الحالية قد نظمت عشرين دورة وبرنامجًا تدريبيًا في موضوعات متنوعة اشتملت على دورة التخطيط الإستراتيجي في العمل الدعوي وبرمجيات الوورد في البحث العلمي وأساليب الإقناع والتأثير في الخطاب الدعوي ولقاء البحوث الدعوية الاتجاهات والتطلعات ودورة إعداد وتأهيل دعاة طلاب المنح الدراسية في الجامعات المحلية إلى جانب تنظيم محاضرة أساليب عرض الإسلام للدكتور ذاكر عبدالكريم نايك الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية ومشاركة الجمعية بأربعة من أعضائها في دورة المدرب المعتمد في الحوار الحضاري الذي أقامته أكاديمية الحوار في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إضافة إلى المشاركة في ملتقى الدعوة في السجون الذي نظمته المديرية العامة للسجون.