مشاركة من الأخ حمد المرشدي العتيبي -من عفيف- قدَّم لها بقوله: (سليمان الهويدي - رحمه الله - من كبار الشعراء وقد عاش حياة البادية في السابق، وهذه القصيدة من قصائده المؤثرة التي كتبها آخر سنوات عمره قبل وفاته في دولة الكويت الشقيقة).
عشقت القمر حيث القمر ينبعث به نور
وأخص الليالي البيض تزهاه ويزهنّه
وأحب الهوى لاهب من خايعٍ ممطور
وريح النفل حيث النفل طيِّب الخنّه
وأحب الجماله والجماله عمل مبرور
وأحب الغناه وعز نفسي عن المنّه
وأحب الصراحة والصراحة بها مسرور
حيث إن الصراحة تقطع الشك والظنّه
وأحب الكريم اللِّي يفرِّج عن المعسور
إلى من عطى حتى أهله ما دروا عنّه
وأحب الرجال العارفه وأكره المغرور
من اغترّ في بعض المظاهر يغرنّه
سقا الله ليالٍ ماضيه قبل هدم السور
نحفر العدود ونشرب الماء من الشنّه
نشوف البنات إلى أوردن كنهن الحور
مهارٍ مشاويلٍ بالأعياد معتنّه
على الماء تشوف بيوتهم كنهن القور
كثير القبايل تقطن العد بالكنّه
على البال ذكراها ياليت الليالي تدور
يا ليت الليالي ما خذنّه يجيبنّه
تذكَّرت شيبانٍ لنا يوم حنَّا بزور
يحثوننا بالطيب والفرض والسنّه
لو عاشوا حياةٍ قاسية في بحر وبرور
عسى الله يعوّضهم بما فات بالجنّه
لو دورٍ مضى من بينهم وين ذاك الدور
زمانٍ مضى له ذكرياتٍ يحلنّه
ويوم الذهب ما يلبسونه بدون خصور
جمال النساء ما هو من السوق يشرنّه
فقدنا حياة البدو مع شوفة المظهور
ولا عاد به بدوٍ ولا الطرش له حنّه.
سليمان الهويدي -رحمه الله-