إبراهيم الماجد ">
الحديث عن الملك سلمان بن عبد العزيز حديث لا يُمل، كيف لا وهو رجل الثقافة والتاريخ الأميز، عرفناه كمواطنين وهو أمير الرياض، راعياً للعلم والعلماء، وللثقافة والمثقفين، وصديق الإعلاميين، والمتابع الدقيق لما نكتبه هنا وهناك من آراء وانتقادات ومقترحات.
بالأمس كان لنا شرف لقائه - حفظه الله - هذا اللقاء الذي لم يكن جديداً، ولكنه كان تأكيداً على رعايته سدّده الله ووفقه لرجال الثقافة والإعلام، وأيضاً من أجل أن يسمعوا توجيهاته المهمة في الشأن الثقافي والإعلامي.
أُورد كلمته - حفظه الله - كاملة كونها كلاً لا يتجزأ، ولا يغني سطر عن الآخر:
(يسرني أن أكون معكم في هذا اليوم ونحن والحمد لله، مجتمعنا متماسك والحمد لله، ومثقفينا وإعلاميينا وكل مستويات البلد عندنا، وكل العاملين في كل مكان الحمد لله إخوة متحابين متعاونين على الحق والتقوى.
ونحن يا إخوة وأخوات يا أبناء وبنات في بلد الإسلام والمسلمين، هي قبلة المسلمين، لذلك يجب أن يكون إعلامنا دائماً كما نحن سائرون على نهج الكتاب والسنّة الذي قامت عليه هذه الدولة ، والذي هو أساس اتجاه كل مسلم في العالم خمس مرات لمكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومدينة رسول الله ولذلك أهمية أن يكون مثقفونا على خلفية وهم كذلك إن شاء الله على خلفية كاملة بأهمية هذا البلد هذه أهميته الكبرى .
نعم المملكة تشكل الجزء الأكبر من الجزيرة العربية، هي منطلق العرب وبالتالي المنطلق للكتاب والسنّة وأقول دائماً وأكررها يكفي العرب عزاً أن يكون القرآن نزل على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية ، هذه نعمة كبرى ولكنها مسئولية أكبر علينا، يجب أن نربي شبابنا أبناء وبنات أن يعرفوا ويتأكدوا ما هي أهمية بلدهم .
نحن والحمد لله نتمتع بالأمن والاستقرار فيه، ويأتونا حجاج بيت الله والمعتمرون والزوار آمنين مطمئنين بين مكة والمدينة بأمن واستقرار الحمد لله، يمشون من البحر الأحمر إلى الخليج هم كذلك، ويمشون من الجنوب إلى الشمال هم كذلك، نعمة من ربنا يجب أن نحمد الله عليها، لكن لم تأت إلا أن هذه الدولة التي نحن فيها الآن عندما أقامها عبد العزيز وتبعه أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله، قامت على الكتاب والسنّة هذه الدولة.
إذاً منطلقنا واحد والحمد لله شعب ودولة، وأحب أن أقول لكم يا إخوان نتحمل مسئولية الآن وولي العهد معي وأبناؤنا نتحمل مسؤولية، أن رحم الله من أهدى إليّ عيوبي يكتبون في الإعلام فليكتب من يكتب لكن أي شيء تشوفون له أهميته الأخرى فأهلا وسهلا ، التلفون مفتوح والأذن مفتوحة والمجالس مفتوحة وأقول مرة ثانية أرحب بكم وأحييكم وأراكم دائماً إن شاء الله على الخير والبركة وأسال الله التوفيق للجميع).
رجل الثقافة والتاريخ، هو قبل ذلك رجل العقيدة الصافية التي رباه عليها مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيّب الله ثراه -، لذا فكلماته دوماً ترسخ وتحض على التمسك بهذا الدين، وأن هذه الدولة دولة قامت على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ولن تحيد عنها.
قال - رعاه الله - في مناسبات متفرقة ما أكده اليوم في هذا اللقاء، لنتذكر بعضاً من أقوال سابقة، تؤكد ثبات المنهج لدى سلمان بن عبد العزيز ...
(إن من يعتقد أن الكتاب والسنّة عائق للتطور والتقدم، فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن)
(يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكوّنت هذه الوحدة، المبنية على الشريعة الإسلامية، وحدة عربية إسلامية)
(إنّ هذا المكان بُدئ منه توحيد المملكة من خلال 63 فرداً، وجمع الشعب، وكونت الوحدة في هذه البلاد على كتاب الله وسنّة رسوله، وهذا ولله الحمد توفيق من الله للملك عبد العزيز ورجاله، أن يوحدوا هذه البلاد، حتى أصبحت بلاداً موحدة تعتز بدينها وتعمل بكتاب الله وسنّة رسوله)
لعلنا كجمع ثقافي إعلامي نعي دورنا في الحفاظ على هذه السفينة التي يقوم عليها قائد محنك يعي أهمية الحفاظ عليها، وأنه لن يكون إلا بحفاظنا على مقومات هذا البقاء وهو تمسكنا بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا التمسك الذي يجب أن يكون طاغياً على خطابنا الثقافي والإعلامي، لا أن يكون مجرد شعار ندعيه ولا نطبقه.
على مر العصور كان لكل مجتمع إنساني قيم يدافع عنها، بل قامت الكثير من الحروب بسبب دفاع مجتمع عن قيمه التي أراد البعض الانقضاض عليها، فكيف هذا، كانت هذه القيم والأخلاق، عقيدة دينية نؤمن بها ومصدقين بصدقها وبرسولها المرسل من الله وبكتاب نتلوه إيماناً صادقاً ويقيناً ثابتاً؟
المملكة العربية السعودية وكما أقوله دائماً واستشهد به في مقالاتي التي تتناول هذا الوطن، ما قامت على تسلّط طواغيت، ولا على تفرّد دكتاتوري مقيت، وإنما قامت على أنّ الحكم لله الواحد الأحد، ثم لمن يقيم هذا الدين ويحافظ على شريعة الإسلام، ولذا كان النداء الأول عند دخول المملك عبد العزيز الرياض لأهل الرياض أنّ ( الملك له .. ثم لعبد العزيز) هذا النداء أو هذا الإعلان كان بمثابة إعلان دستور الحكم، وهو أنه حكم إسلامي خالص، فالحكم لله، وما عبد العزيز إلاّ منفذ لحكم الله.
نعتز كما قادتنا منذُ المؤسس إلى ملك الحزم والعزم سلمان بن عبد العزيز بأنّ دولتنا دولة القرآن الكريم والسنّة، ونستمد منهما قوّتنا وثباتنا، بل وندافع عن ذلك بكل ما أوتينا، ونحمد الله أن كل العالم العربي والإسلامي يقف معنا في هذا الدفاع، كون بلادنا قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.
أختم هذا المقالة بالتأكيد على أن قائدنا إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - عندما يقول فإنه يفعل، ولذا فإنّ مسؤولية المثقف والإعلامي السعودي تحتم عليه السير وفق التوجيه الملكي الكريم، وأن من يُخالف ما أكد عليه الملك في كلمته يُعد مخالفاً لأمر ملكي صريح.
والله المستعان.