أبرار آل شريف ">
الإسلام كما نعرف هو مسؤولية جميع معتنقيه, وإيصاله بالشكل الصحيح هو المسؤولية العظمى, لكن ما الذي يحدث عندما تعتمد بعض الأسر على المدرسة لإيصال الدين لقلوب أبنائهم؟ أو ما الذي يحدث عندما يلجؤون لممارسة الدين أمامهم فقط بحجة أنهم سيعتنقونه كاللغة تماماً عن طريق المحاكاة؟ ألم ترون أن ّالجاهلين بمبادئ الدين في ازدياد؟ إما من جانب الغلو فيه وتشويه جميع معانيه أو من ناحية الجهل الشديد فيه وإهماله.
سمعت الكثير ممن يمنعون أطفالهم من أمر ما بترديد كلمة «عيب» والأمر من الأساس «حرام»، كما سمعت الكثير ممن يرددون «عيب الولد في جيبه» أو «الولد ما يعيبه شي» والمقصود بالعيب هنا هو ممارسة أمر محرم.
ولأن الرجل كما يدّعون «ليس له عيب» أي عندما يقوم بأمر محرّم فذلك أمر طبيعي ولا يجلب العار ولكن على العكس عندما تقوم فتاة بممارسة نفس «العيب» هنا تصبح فعلتها محرمة وستتحول القضية من «أمر محرم ومعصية بحق الخالق» لقضية شرف و»الناس أيش رح يقولون» - لذلك نجد بعضاً من شباباً ينتهكون الحرام ويستترون خلف ذلك المثل السقيم الذي لا يمت للدين بصلة والكثير ممن لا يقرون بأن فعلهم معصية وحرام، بل يشيرون لأفعالهم «بالعيب» فقط، ومتشددٌ في الدين يشتم ويستهزئ بمعصية غيره, ومنفتحٌ يستهزئ بلحيةٍ أو بتقصير ثوب.
من المسؤول هنا؟ الأهل أم المدرسة؟ من الذي عزَّز لديهم مفهوم «الخوف من المجتمع» ولم يعزِّز لديهم مفهوم «الخوف من الله قبل المجتمع»؟ من الذي جعلهم يبررون ممارساتهم بأنها «عيب» فقط ولم يجعلهم يقرون بأنها حرام، وأنه على من يقوم بمثل تلك الأفعال أن يتوب إلى الله ولا يجاهر أو يفضح أو يستهزئ؟ من الذي علم بعضهم التعسير في الدين حتى عسره، أو من لم يعلم بعضهم الدين حتى جهله؟ من المسؤول عن تحويل الدين لاسم فقط ولم يثبته في قلوبهم ويرسخ مبادئه الصحيحة في أذهانهم؟