راشد الرشود ">
من المستفيد من جرِّ أبناء الوطن للفتن، وإيران الحاقدة تحقق المكاسب.. إلى أهل بلادي وقيادته لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله. إن هذه الأنشطة والسياسة العدائية والأعمال الإرهابية، والمكر والتآمر من كل عدو سواء من دول أو جماعات من حوثيين ودواعش وخوارج وغيرهم والموجه لبلادنا والذي ينفذ من قلة من بعض شباب هذه البلاد في الداخل والخارج، وجر أبناء الوطن لتنفيذ هذه الأعمال الإرهابية التي تريد النيل من بلادنا ومحاولة إذلالها وإحراجها وإضعافها، وبإذن الله ينقلب السحر على الساحر وهذا المكر لن يزيد بلادنا المباركة إن شاء الله إلا ثباتاً وعزة وصموداً وشموخا، وسيرتد كيدهم في نحورهم.
وها هي الانتصارات باتت تتحقق في اليمن على الحوثيين الحاقدين بفضل الله ثم بجهود قائد الأمة الملك سلمان، ومع هذه الغمة التي تحيط بالأمة، وهذه الظروف السياسية المعقدة نرى جهداً وصدقاً وإخلاصاً من قائد الأمة الملك سلمان للملمة شتاتها، وتضميد جراحها في زمن تكالب عليها أعداؤها وخصومها، وتكاثرت فتنها ونيرانها، نراه بحكمة المؤمن وشجاعة وإقدام الفارس، وحنكة السياسي، وصبر الحليم يقود حراكاً، وعملاً مسدداً من حزم ونشاط سياسي هنا وهناك لعزة وأمن وسؤدد وأمن بلاده وشعبها واستقرارها، وسعادة ورفاهية شعبها، وكذلك أمته وإخوانه المسلمون.
وهناك من نسي أو تناسى الخدمات العظيمة والجليلة للمشاعر المقدسة، فقد قامت المملكة بواجبها على أكمل وجه، وقد تحقق للحج من خلال المشاعر المقدسة الإنجازات غير المسبوقة لخدمة ضيوف الرحمن، فقد أنجز مشروع جسر الجمرات وغيرها من المشروعات النوعية، كمشروع شبكة قطار المشاعر، وتوسعة المطاف والمسعى، وما زالت مشروعات التوسعة والتطوير جارية على قدم وساق لا تتوقف، وقد أضفت شعوراً كبيراً بالأمان والراحة النفسية لضيوف الرحمن وذويهم، خاصة بعد انحسار الزحام الخانق عند مرمى الجمرات بعد المشروع النوعي والتوسعة المباركة، وحكام المملكة يتمتعون بسعة أفق، وفكر وعمق سياسي راقٍ أخلاقي وحكمة وعقل حصيف راجح، ولا يعرفون الطائفية ولم يمنعوا أي مسلم من أتباع شتى الفرق والمذاهب في طول العالم وعرضه من الحج والعمرة، وزيارة المدينة المنورة وزيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - ما دام يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، بل على العكس تماماً نجد أتباع الفرق الأخرى والمذاهب المتعددة لا يواجهون أي تمييز أو معاملة غير لائقة، إنما يجدون الحفاوة والاحترام والتقدير وحسن الاستقبال، وتقديم أرقى الخدمات، في الوقت الذي نجد فيه ملالي إيران وأتباعهم قبحهم الله يميزون ويضطهدون أتباع المذاهب الأخرى، وحتى من هو على مذهبهم ومن عرق آخر عربي أو غيره يضطهدونه، ولو كان الحرمان الشريفان - حرسهما الله - بأيديهم لرأينا العجب العجاب بمنع الأغلبية السنية أو اضطهادهم، ومن أجرم في الحرمين الشريفين والمشاعر المطهرة ليس بكفء لتولي أمورهما، والمملكة تبذل الغالي والنفيس، وتسخر كافة إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتقديم الرعاية الصحية والأخلاقية والإِنسانية، وإشراف من الملك نفسه إشرافاً مباشراً في عمل صالح، وإحسان جميل منقطع النظير، لا تقوم به إلا المملكة وقادتها بقيادة الملك، وخسئ وخاب كل حاقد يستغل كل أمر قدري خارج عن الإرادة بالتشكيك في هذه الأعمال الجليلة، ولا ينكر ذلك إلا حاقد بغيض ناكر للجميل جاحد للجهد منقطع النظير.
وهناك من نسي أو تناسى تضحيات المملكة في الدعم المالي الضخم للبلاد الإسلامية والعربية والمراكز والمساجد وقضايا المسلمين السياسية، وتحملت الضغوط، وبذلت الغالي والنفيس، ومدت يدها لكل مسلم وتبنت قضايا المسلمين وساهمت في بناء وتنمية اليمن وغيره، وأسهمت في كثير من مشروعات التنمية في معظم الدول الإسلامية، وهناك من نسي أو تناسى جهودها المباركة في وحدة المسلمين والعرب، وكانت تحاول أن تصلح بين الدول العربية آنذاك؛ سوريا والعراق وغيرها وأن يحكموا العقل، وأن يضعوا الاخوة والمصلحة العليا للأمة فوق كل اعتبار، ولكنهم استكبروا وتمادوا في ارتكاب الأخطاء، وجروا المصائب والويلات لبلادهم وشعوبهم، وأوردوها مواطن الهلاك، فذهبوا شذر مذر، أحدهم انساق خلف مغامراته وجنونه حتى أبلغته حتفه، والآخر ومن ورثه ارتموا في أحضان الدول الأجنبية والطائفية، وها هم يحصدون سوء عملهم. ثم سعت لرفع الظلم والحصار الخانق عن شعب ليبيا بسبب صبيانية وسوء تدبير زعيمهم، فبذلت الكثير وأصبحت القضية شغل قادتها، وبذلت مساعي كبيرة لدى الدول الكبرى بمشاركة الزعيم الجنوب الإفريقي السابق نيلسون مانديلا، حتى تم حل المشكلة، ورفع الحصار، ولكن تأبى النفس الخسيسة إلا أن تقابل الإحسان بالنكران، ودائماً ما كانت السياسة والدبلوماسية السعودية حاضرة في القضايا العربية، ولها مواقفها السياسية الثابتة، فقدمت الكثير، وبذلت الكثير من مبادرات سياسية واقعية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الأمة العليا، ومن ذلك: مبادرات السلام العربية، ومبادرات الصلح في لبنان، واتفاق الطائف، إلى حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، إلى مبادرات الصلح العربية وغيرها، وصبرت المملكة في سبيل ذلك وتحملت الكثير، وما إن يحصل حل لمشكلة إلا وتفاجأ المملكة بكوارث أخرى، إما مغامرة غزو دولة عربية لدولة عربية أخرى، أو هرولة وشق للصف العربي للتطبيع منفردين مع إسرائيل، أو مغامرات غير محسوبة من جماعات العنف المسلح لاستهداف واستفزاز الدول الغربية الكبرى بعيداً عن الشرع والحكمة.
وحين استقر الوضع وحررت أفغانستان بعد تضحيات، وتولت حكومة طالبان الحكم، رحبت بها المملكة، وكانت من أولى الدول التي اعترفت بها، وأقامت معها علاقات طيبة، وأبت جماعات العنف المسلح إلا العدوان على الدول الغربية واستفزازها بعيداً عن ضوابط الشرع والعقل، فحين كانت حجتهم (الغيرة على دماء ضحايا العدوان الصهيوني في فلسطين تقبلهم الله شهداء ونصر مجاهدي فلسطين) تضاعف بتهورهم وبسببهم القتلى والجرحى والمعوقون وعشرات الآلاف من المفجوعين الذين يتجرعون الآلام.
وجرَّت هذه الأعمال الطائشة الكوارث والويلات للمسلمين، وتحملت المملكة الضغوط الهائلة وصمدت أمامها وعالجتها، وأوضحت موقفها الذي ينبع من الإسلام بتحريم الاعتداء على الأبرياء، وقاد قادة بلادنا المملكة العربية السعودية بكفاءة واقتدار لبر الأمان في أحلك الظروف، وأشد الأزمات، والمشكلات العالمية، والسير بها لتكون محل ثقة المجتمع الدولي، وأنها دولة العدل والسلام، محبة للخير، نابذة للشر والعدوان، وجنبوها بفضل الله كل سوء وبقيت شامخة.
وتحملت وقاومت الضغوط القوية من الإدارة الأمريكية وغيرها لإقامة معاهدات سلام مع إسرائيل، ورفضت ذلك رفضاً تاما إلا بعد عودة كامل الحقوق الفلسطينية، وأهمها القدس الشريف، وأراضي 48 وعودة اللاجئين إلى بلادهم، وتقيل وتجبر العثرات وتسامح، وحين هددت في أمنها واحتلت إحدى دول مجلس التعاون قامت بعمل التدابير لصد العدوان وتأمين أمن المملكة ظهرت أحقادهم وأضغانهم وأجلبوا بخيلهم ورجلهم لا حباً في المسلمين أو خوفاً عليهم ولكنه الحقد وشفاء الغليل! قالوا جيوش الصليبيين وأمريكا أتت بمئات الآلاف لاحتلال الجزيرة ولكنها رحلت جميعا فقد أوفوا بوعدهم وعهدهم للملك فهد - رحمه الله - ولم تستوطن! وشهادة لله ثم للتاريخ أن الذي تسبب في وجود الأمريكان في الجزيرة العربية إن وجد لهم قواعد لطائراتهم بدون طيار في اليمن أو غيره هم جماعة القاعدة التي تسببت أيضاً في إضعاف قوة وسيادة دولة باكستان، فباكستان حين كانت شامخة ولديها السلاح الاستراتيجي النووي للردع والهيبة لأعداء الدول الإسلامية أصبحت ضعيفة وأصبح السلاح النووي عبئاً عليها تحافظ عليه وتنشغل بذلك، وأشغلت بالحروب والفرقة وضعفت قضية كشمير المحتلة، وهم الآن سبب التدخل العسكري الروسي والإيراني السافر في حماية الإرهابي بشار الأسد، ورهن سوريا للصفويين، وأدخلت حماقاتهم الأمة في نفق مظلم، والآن الدواعش في خبث وحقد وإجرام وغباء يقصفون مع أذناب إيران الحكومة الشرعية وقوات التحالف التي هبت لنصرة الشرعية، ولدرء خطر المشركين الصفويين عن بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية أباد الله جميع الأعداء، فنحن الآن أحوج ما نكون - بعد الله - للوحدة وترك الأحقاد، والإذعان والسمع والطاعة لقائد وأمام أهل السنة في هذا العصر خادم الحرمين الشريفين، وقائد بلاد الحرمين الملك سلمان وفقه الله لكل خير.
فنصيحة لكل ضال.. راجع نفسك وحاسبها قبل أن تحاسب وثق في دولتك وأحسن الظن، وتأكد أنها من خيرة الدول لا تتبع العثرات والأخطاء غير المقصودة، فرغم الضغوط الهائلة على قادة المملكة وتعرضها للإرهاب والعنف لم تتخلَ عن عقيدتها وهويتها، والأصول الشرعية التي قامت عليها المملكة، ولم تفرط في أصل ثابت من ثوابت العقيدة والشريعة، وتفاءل خيراً في بلادك وقيادتك وأهلك ومجتمعك، ثق بإذن الله مع صدق النية والدعاء الصادق والكلمة الطيبة أنه ستزول كل السلبيات، ولا يغيب عن تفكيرك تشابك وتعقيدات الأوضاع في العالم، ابحث بصدق عن منهج الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - في حياة سعيدة وطاعة وعمل صالح بعيداً عن الشبهات والتكفير وإراقة الدماء.
حفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها وجيشها وأمنها، ووفق القيادة لعمل كل ما فيه خير لصالح البلاد وعزتها ورفعتها وسعادة ورفاهية شعبها، وأعان الله القائد الملك سلمان وسدده الله ووفقه وحفظه الله ومساعديه، فقائدنا وربان السفينة يقود البلاد في بحر متلاطم وظروف استثنائية صعبة ومعقدة وتآمر ومكر سيئ.
فالله الله له بصالح الدعاء فقد بذل واجتهد وأخلص نصره الله وبلده في معركة الحق مع المعتدين الحوثيين وغيرهم، وأنجح الله مساعيه وإخلاصه لإصلاح وتحسين الداخل سياسيا واقتصاديا، وأنجح الله إخلاصه ومساعيه خارجيا ووفقه الله وحفظه الله وسدده وأعانه الله وولي عهده الحازم المخلص الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الفارس الشجاع المقدام، وبقية المسؤولين المخلصين الذين يبذلون مع خادم الحرمين الشريفين كل جهد لصالح البلاد ووفق توجيهاته.