غدير الطيار ">
نعم، ما أحوجنا اليوم إلى الالتفاف حول قيادتنا وحول وطننا العزيز على قلوبنا، وما أروع اجتماع القلوب حول بعضها، وذلك بالحرص على تنشئة الأجيال وغرس قيم المواطنة لدى أبناء هذا الوطن لاسيما في وقت بدأت الأفكار الهدامة تغزو عقول الأجيال. من هنا يتحتم على المربين النظر في كيفية حماية هذا الجيل من تلك الأفكار ومحاولة زرع القيم والمبادئ الإسلامية السمحة في نفوس أبنائنا، ولا يخفى على الجميع ما للمجتمع من دور مهم وخطير تجاه ذلك، حيث يجب أن نقف جنباً إلى جنب لحماية هذا الجيل من تلك الأفكار، ومساعدة تلك البذرة النقية والتقرب إليها ومعرفة توجهاتها لتنعم بالأمن والأمان ونحن بدورنا نحيي وزارة التعليم على تلك البرامج التى تعني بالجيل، ونؤكد على أهمية الخطوة التي تبنتها وزارة التعليم ممثلة في برنامج «فطن» لتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية وتعزيز مفهوم المواطنة عبر خطة استراتيجية، وتدريبية، وإعلامية، تسهم جميعها في رفع الوعي بالانتماء للوطن والبعد عن كل ما يخل بالحس الوطني للشبان والفتيات عموماً والطلاب والطالبات على وجه الخصوص. وما له من أهمية في تعزيز الهوية الوطنية، وخصوصاً لدى الشباب، والحد من الهروب من الهوية الأم إلى الانتماءات والهويات الفرعية، كالعودة للولاءات الاجتماعية والعشائرية والمذهبية والأطر التقليدية الأخرى على حساب الاعتبارات السياسية والوطنية الكبرى، بسبب تراجع الشعور بالانتماء الوطني، فالوطن ليس نشيدا ولا منهجا تعليميا، بل نبتة يتم غرسها في نفوس الأطفال منذ الصغر من قبل الأسرة والمدرسة، فعلى الآباء والأمهات التركيز على غرس الصفات الحميدة في نفوس أبنائهم من بداية تنشئتهم، والانتباه عليهم من رفقاء السوء واستخدام الاجهزة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، فيمكن أن تكون إحداها مدخلا للطفل أو المراهق فتهز ثقته وانتماءه لوطنه، وخاصة ما نلاحظه الآن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من هجمات مسعورة، فضلاً عن الألعاب الإلكترونية التي تدعو للتطرف الفكري والخطيرة التي استُغلت من قبل ذوي النفوس الدنيئة لاستهداف صغار السن من الأطفال والناشئة، للعبث بأفكارهم وزرع العدوانية والإجرام في سلوكهم، يجعلنا نفكر كثيراً منادين الجميع بأهمية ما يحدث حولنا، ويدبر كما أننا لا نغفل جانب المعلمين فلهم حق أيضا، حيث يجب عليهم استغلال كل يوم وكل حصة في تعزيز انتمء الطلاب لدينهم ولوطنهم، وحثهم على المشاركة في الفعاليات التي تعود بالفائدة على الوطن: كلمات هزت مشاعري ومشاعر غيري حينما تحدث وزير التعليم في كلمة له أثناء تدشين برنامج فطن بقوله (نحو جيل آمن ) وقوله إن المرحلة الحالية التي تمر بها بلادنا العزيزة تتطلب من الجميع وخاصة الشباب أن يكونوا على قدر كبير من اليقظة والحذر، ومواكبة الأحداث بمستوى عالٍ من الحصانة الفكرية والمجتمعية، والمشاركة الفاعلة في البرامج التي تُعنى بتنمية المهارات الذاتية، وتطوير مستوى التفكير الناقد لدى الشباب، مبيناً أن المعرفة وحدها لا تصنع مهارة ما لم يتبع ذلك ممارسة مستمرة، تؤصل في النفس القيم السامية والأفكار الإيجابية البناءة.
نعم، هذا ما يجب علينا أن نكون حتى نعز ديننا ووطننا، ونحمي بلادنا من براثن الأعداء.. أبعدَ ذلك أسأل عنك يا وطني وطن العز بإذن الله!
ختاماً أدعو الله أن يحفظ بلادنا وأبناءنا وبناتنا، وأن يجعلهم أجيال خير وحماة وطن.