محمد المسفر ">
كلٌّ يدرك هذا الفكر الضال والداعشي الذي حل ببعض شبابنا، نتيجة ما تبثه داعش من فكر القتل والتدمير عبر وسائل متعددة يتلقفها شبابنا وسط تغييب للفكر السوي، وفي خضم الجهد الأمني والإعلامي الذي تصدى لهذه الآفة الخطيرة نجد ان دعاتنا وخطباء الجمعة لدينا لا يحركون ساكنا سواء من على منابرهم أو وسائلهم الإعلامية التي لا يختفون عبرها منهالين علينا صباحا مساء بخطب رنانة ومواعظ متعددة، وإذا وصلوا إلى داعش وسمومها توقفوا ولو حتى بالإشارة نراهم صباح مساء راكبين مطية الجهاد لأقصي أصقاع الدنيا ومتحمسين لنصرة الدين في العالم كله، بينما بلدهم يتعرض لحملة شرسة من داعش ومن يقف وراءها ولا يهبون لمحاربة هذه الآفة وتصحيح أفكار الشباب وتحذيرهم منها وأمام هذا الصمت نرى أحدهم يهب بكل حماس لنصرة القدس وأهالي فلسطين، بينما أحداث القتل والخراب الذي يرتكبه بعض شبابنا المغرر بهم لا يحرك فيه نخوة دين أو وطن وكأن ما يحصل حوادث عرضية واقول لهؤلاء أليس سفك الدم الحرام وقتل النفس من أعظم ان لم تكن هي اعظم الكبائر مما يوجب علينا جميعا وقفة جادة، خصوصاً رجال الدين الذين عليهم إيضاح ما قد يحصل لدى الناس من شبهات في أمور دينهم ودنياهم ويقفون مع ولاة أمورهم لحماية الأمة من خطورة هذا الفكر المدمر لكل شيء، ولكن للأسف ان بعض هؤلاء يبحثون عن التواجد الإعلامي في عقول الشباب، ويرون انهم لو صادموا هذه الأفكار الشاذة بشكل مباشر فقدوا حضورهم ومتابعتهم أما البعض الاخر، فلربما يحملون أفكار التشدد ولكن بصمت وفي كلتا الحالتين يفضلون الصمت والتطرق لأمور أخرى، كل هذا يحصل أمام صمت مطبق من وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة والإعلام التي عليهما مسؤولية توجيه الدعاة والخطباء وحث الدعاة بالحديث في الخطب والبرامج عن هذه الآفة واستنكارها، وتوعية الشباب عن حرمتها وخطورتها وقبل ذلك كله يجب على الدعاة وخطباء المساجد ان يستشعروا مسؤولياتهم وواجبهم الديني والأخلاقي وترك أي ميول فكرية لديهم تخالف الواقع والمسؤولية المناطة بهم، ويكونون عونا للدولة وأجهزتها الأمنية لمحاربة هذا الفكر الضال الذي يقف خلف نشره لدينا أعداؤنا.
- شقراء