مها الحجوري ">
كعادتي دائماً أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» وأقرأ بعض التعليقات ولمحت ما هو مزعج بالنسبة لي، يقول صاحب هذا التعليق بطريقة حادة الذي كان يتناقش مع شخص ما «أنا الله مهديني» وبدأ يذكر ويسرد مساوئ الشخص الآخر وينصحه بطريقة سيئة تنفر الجميع من الحديث معه.
تصيبني كل الدهشة عندما اسمع أو أقرأ شخصا يقول «أنا الله مهديني، ولست مثلك» يتحدث هذا الإنسان الضعيف بكل يقين وكأنه عُصم من الذنب ومفاتن الحياة و لا يدري هذا الضعيف بأن هدايته ليست قوة منه بل هي من عند الله يهبها لمن يشاء.
كان حبيبنا وقدوتنا محمد دائماً ما يذكر هذا الدعاء في آخر كل صلاة «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك « نعم كان يذكر هذا الدعاء وهو رسول، وكان يذكر هذا الدعاء وهو يعلم بأنه من أصحاب الجنة ورغم هذا كان يدعو الله ليل نهار بأن لا يتقلب حاله، فما بالكم بشخص يحسب أنه معصوم من الذنب؟
وهل يحسب بأنه سيموت على هذا الدين؟
لا تتفاخر أيها الضعيف، فهل سمعت بشخص أمسى مؤمناً فأصبح كافراً؟ نعم نسمع بمثل هذه الحالات، إذاً فكيف تأمن على نفسك أيها الإنسان! كيف تأمن نفسك من تيارات الشهوات والهوى!.
يقول ابن القيم: من عاب أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله.
فكيف أيها القارئ تعيب مسلماً على سيئةٍ ارتكبها فلا تكُن اليوم مِن الشامتين فتُصبح غداً مِن المُبتَلين!
أيها القراء جميل أن نكون متفائلين محسنين الظن بالله ولكن شرط ألا يكون هناك تفاخر.
الهدايا يهبها الله لمن يشاء من عباده فإن كنت من هؤلاء العباد فكن شاكراً لا مختالاً فخوراً بما أتاك الله وقل دائماً أن يثبتك الله على هذا، لأنه قادر على أن يسلبها منك كلمح البصر.