عبد العزيز صالح الصالح ">
مع ثورة التقنية الحديثة حالياً وتعدد مناقبها ووسائلها ومنافعها وسلبياتها فلابد مع التعامل معها بحذر تام وحرص شديد بعيد كل البعد عن أبجديات الإهمال والتقاعس حتى يتسنى للمرء معرفة كافة المتغيرات التي تطرأ على أجهزة تلك التقنية المتمثلة في الحاسوب والهواتف الذكية واللوحية وعلى أنظمة الاتصالات بشكل عام فقد سهلت هذه التقنية التواصل بين الناس وعملت على رفع المستوى العلمي والثقافي والاجتماعي لأفراد المجتمع برمته ووفرت الوقت وسهلت كافَّة السبل للحصول على المعلومة وساعدت على نشر المعرفة في شتى نواحي الحياة وسهلت العديد من الخدمات وذلك من أجل التحصيل على المعرفة مع الالتزام التام بالخلق الذي دعا إليه ديننا الإسلامي الحنيف - الذي لم يقتصر على تحصيل المعرفة فقط - فالواجب على كل إنسان منا الالتزام بالأخلاق والآداب المعرفية لما لذلك من أهمية كبرى تعادل الكسب المعرفي مما جعل المرء مسؤولاً عن كافة (حواسه الخمس) كما قال الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم - {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36 سورة الإسراء).
مع تعدد وسائل التقنية الحديثة وتطورها تجد أن الأمور الخاصَّة لدى أفراد الأمة تقل أو تكاد تنعدم سواء على النظام الفردي أو النظام الجماعي فإن الأمر يحتاج من كافة أفراد الأمة المحافظة على أمن المعلومات بصفة عامة من الاختراقات والانتهاك المشينة من كافة الأطراف الآخر سواء كانت متطفلة أو معادية أو مضرة بأنظمة الشبكات العنكبوتية الخاصَّة والعامةَّ قد يقول البعض منا إننا نبالغ ونكابر في هذه الأمور.
فعندما ينظر المرء بعين ثاقبة بعيدة المدى من حوله وما يعانيه أفراد تلك الشعوب المتقدمة صناعياً وحضارياً وعلمياً من التطفل والاعتداء غير الأخلاقي عن معلوماتهم الشخصية من قبل هؤلاء اللصوص مع تطبيق القوانين الصارمة بحقهم وما يترتب عليهم من عقوبات متعددة لا حصر لها وعلى الرغم من هذه الإيجابيات لهذه التقنية الحديثة المتطورة إلا أن هناك سلبيات تأتي من قبل الاستخدام السلبي اللا أخلاقي لتلك التقنية مما ينتج عن ذلك إفرازات خطيرة تؤثر على أفراد المجتمع برمته وتعود بالدرجة الأولى على سوء الاستخدام لهذه التقنية الحديثة بعيدا كل البعد عن المنهج الرباني.
فالمشكلة التي تعاني منها تلك الشعوب أن هناك فئة من أفراد تلك الأمة لا تعي جيداً لتلك الأضرار الخطيرة فإنها تتمركز حول سوء الاختبار والإفراط والتساهل في استخدام هذه التقنية وفي التعدي على الآخرين وذلك من أجل إثبات الذات وإبراز المهارة وإشباع روح المغامرة وعدم تقدير الأضرار التي تلحق بالذات أو بالآخرين.
وذلك نتيجة لسوء استخدام تلك التقنية وعدم إلمام المرء بأبعادها المعرفية والمهارية والاجتماعية والأخلاقية التي تؤدي للأخطار التي تنعكس حتى يبقى ذلك المرء في حيرة من أمره بين هذا وذاك ما يشاهده المرء من تقدم علمي وابتكارات تقنية حديثة في صباح كل يوم جديد لا يقدم للمرء فرصاً حديثة لحياة أسهل وأفضل بل يقدم أيضاً أخطار حديثة في نفس الوقت عندما يسيء المرء استخدام تلك التقنية بشكل غير لائق وغير الهدف المقصود الذي صممت من أجله تلك التقنية.
فالواجب على كل إنسان منَّا في هذه الحياة أن يلتزم بأبجديات القيم الجميلة فهي الحكم على فعل الإنسان هل هو حسن أو سيئ.
وهذه القيم المتعلقة باستخدام المرء لهذه التقنية بعد أن أدرك المرء تمام الإدراك مخاطر الإهمال والتقاعس في أمن المعلومات الخاصَّة والعامَّة فيجب على الجهات المعينة في كل قطر من أقطار خليجنا العربي المعطاء أن تكرس الجهود في التوعية والتثقيف لأفراد المجتمع بدءاً من المنزل ومرورا بالمنشأة التعليمية وكافَّة وسائل الإعلام المتعدَّدة فالعمل المشترك يلزم اهتمام المجتمع بكامله وذلك من أجل المحافظة على أمن معلومات بلده ومجتمعه.
والله الموفق والمعين.