د. زيد بن محمد الرماني ">
يمكن قياس كل جوانب النشاط الاقتصادي تقريبا، ويقاس معظمها بالفعل فإن الإنفاق الاستهلاكي واستثمار الشركات والنفقات الحكومية والصادرات والواردات جميعها عناصر محسوبة، وكذلك عدد المنازل تحت الإنشاء والسيارات المباعة والأفراد الباحثون عن عمل وأولئك الذين يعملون بالفعل.
إن كل هذه المعلومات تساعد الناس في فهم النظام الاقتصادي بمن فيهم غير الاقتصاديين والذين لا يريدون أن يصبحوا منهم.
يريد الاقتصاديون أن يصبحوا قادرين على معرفة ما يحدث في الاقتصاد بمنأى عن تأثير التضخم، ويريدون معرفة أن إجمالي الناتج المحلي أو الصادرات أو الدخول تزيد بالفعل وأنها ليست متضخمة بسبب دولار يفقد قيمته.
لذا من أجل التخلص من تأثير التضخم فإنهم يحولون الدولارات بسعر الصرف الحالي إلى دولارات حقيقية، لن أضايقك بالحسابات التي يستخدمها الاقتصاديون لفعل هذا الإجراء مع أنهم يقومون بذلك بالفعل، إلى جانب أنهم عدلوا القيمة الحقيقية إلى قيمة الدولار في عام آخر، لنقل مثلا عام 1985 . والإجراء المهم هو تحويل قيمة إجمالي الناتج المحلي في كل السنوات إلى قيمة العملة في سنة الأساس، وبهذه الطريقة فإنك تعقد مقارنة بين النمو من عام إلى آخر في إجمالي الناتج المحلي الحقيقي وليس إجمالي الناتج المحلي الأسمي.
لذا، تستخدم الرسوم البيانية الخطية على نطاق واسع في مجال الاستثمار من أجل تتبع أداء الأسهم المختلفة. وفي مجال التمويل تستخدم أيضاً من أجل تتبع المبيعات والنفقات والأرقام الأخرى.
ففي علم الاقتصاد نستخدم الرسوم البيانية الخطية بصفة رئيسة من أجل معرفة اتجاه متغير ما مثل إجمالي الناتج المحلي والدخل وأنواع محددة من الإنفاق والإنتاج على مدار الوقت.
ومن ثم يحاول الاقتصاديون التنبؤ بالأداء المستقبلي لإجمالي الناتج المحلي والدخل والإنفاق والإنتاج والمتغيرات الأخرى باستخدام الرسم البياني الخطي ودالته الرياضية الأساسية.
في علم الاقتصاد وفي الشركات، تعد الجداول والرسوم البيانية الأداتين الرئيستين لتنظيم البيانات وتقديمها وتحليلها.
فعند التعامل مع البيانات الاقتصادية والأرقام الأخرى مثل البيانات المالية، لنحترس من الطرق التالية الخاصة بسوء تفسير المعلومات:
ارتباط المتغيرين لا يعني وجود سببية.
التعامل بحذر مع النسب المئوية.
إن البيانات تعد نبض حياة الاقتصاد وأهم ما يحتاجه كل من يريد فهم التطورات الاقتصادية ومتابعتها، وتعد الجداول والرسوم البيانية الأداتين الرئيستين للتعامل مع البيانات الاقتصادية.
ولنخذ حذرنا من أن الأسلوب الذي تقدم به المعلومات الاقتصادية وتناقش يمكن أن يؤثر على فهمنا للأحداث الاقتصادية.
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية