محمد بن عبدالله آل شملان ">
التعليم إحدى مكونات الأمة، وكلما كان خطاب التعليم المجانب والمساير للعملية التعليمية فاعلاً ومنتشراً ؛ أسهم في قوتها وتماسكها وانضباطها ونموها وسلامتها واستقرارها وترسخ الوعي لدى أبنائها لمواجهة التحديات العقدية والثقافية والفكرية التي تواجهها.
في هذا الوطن وزارة تعليم قال في اتجاهاتها رأس هرمها الدكتور عزام بن محمد الدخيل في إحدى المناسبات : «ليكون لكم أصول راسخة في مدافعة ما يموج به عالمنا الإسلامي اليوم من أدعياء العلم ومن الخوارج الذين يلبسون على الشباب والناشئة متكئين على الاستدلال الشرعي المغلوط والناقص , مؤكدًا أنه لا يمكن دفع شرهم وضلالهم إلا بمبادرات يصل تأثيرها للشباب لتربطهم بصحيح السنة النبوية الشريفة وتدفع عنهم كل الشبهات التي يتعرضون لها, التي تعرض عليهم من كل حدب وصوب».
في الحقيقة « برنامج « فطن» مبادرة يُفتخر بها ومنجز وطني وتعليمي سيكون له تأثير كبير بإذن الله تعالى على خارطة فكر وسلوك الناشئة والشباب، ويعتبر إقراره في هذا الوقت وسط التحولات الفكرية والسلوكية التي تجتاح عالمنا بفوضوية لا نظير لها، توجه مبارك من وزارة التعليم.
الدور الرئيسي للبرنامج سينصب على حل أزمة الهوية، وأزمة الثقة، وأزمة الانتماء، ونقص المهارات الشخصية والاجتماعية، ومواجهة المهددات الأمنية من خلال التنسيق بين جهات حكومية وخاصة ذات علاقة بالفكر والسلوك وتعزيز المشاركة بينها والعمل على تحقيق هدف من أهداف سياسة التعليم بالمملكة وهو ترسيخ مفهوم العقيدة الصحيحة لدى المستهدفين، إضافة إلى إشعارهم بأهمية الأمن في الوطن، وعدم العبث به جراء الانزلاق خلف الأفكار الهدامة، والفُرق الضالة التي تساوم على سلامته ووحدته.
من المهم لنجاح استراتيجية البرنامج الوليد الإسراع في عملية توسيع الفكر لوضع تصور أولي للمعوقات وإيجاد الحلول السريعة والمجدية واعتماد مسار الانتقائية للمعلمين القائمين على البرنامج وتوظيف صفاتهم المعتدلة في الفكر والسلوك ووضع آلية لزيادة التراكم المعرفي في التعليم من خلال برامج التأهيل والتدريب لتعزيز قدرات مشرفي وخبراء ومدربي فطن وتحريك عملية تفاعل المؤسسات التعليمية والأفراد مع ما يجذب المستهدفين.
بعد هذه الإطلالة البانورامية على رهاننا الوطني والتعليمي أحس الآن ببشائر مستقبل واعد لـ»فطن» بعد تصريح وكيل الوزارة للتعليم رئيس اللجنة الفنية للبرنامج الوقائي الوطني الدكتور عبدالرحمن بن محمد البراك، في المؤتمر الصحفي قبيل انطلاق حفل تدشين البرنامج على مستوى المملكة: «البرنامج يسعى لتحقيق غايات (فطن) من خلال إعداد وتصميم المخرجات التي ستقدم للمجتمعات المستهدفة، حقائب تدريبية، مدربون، برامج تدريبية، حملة توعوية، مراكز استشارات، وبناء علاقات فاعلة مع المؤسسات ذات العلاقة، وفرق تطوعية بالتواصل مع الجميع من خلال المواقع الإلكترونية وغيرها من وسائل التواصل الأخرى». وأيضاً تزداد البشارات بعد أن كشف مدير عام البرنامج الدكتور ناصر بن منصور العريني في أحد تصريحاته: «( فطن ) باشر في مرحلته الإعدادية، دراسة واقع البرامج المحلية، والعربية والدولية، وقد استعان بشركات متخصصة قدمت رؤيتها لبناء البرنامج، خطط للبرنامج لجنة فنية، ولجنة علمية، ولجنة إعلامية، نفذ ورش عمل للطلاب والطالبات، نفذ برامج التدريب والتهيئة».
بلا شك نتوق إلى ذلك اليوم الذي نرى فيه أن المجتمع السعودي بأكمله مماثلاً لحضور وزارة التعليم لنقول للعالم: أن هذه عزماتنا ورؤيتنا واستراتيجيتنا لوطن الفخر الذي يتماهى طولاً وعرضاً بخصائصه ومميزاته الذي تدعو إلى السلام وإلى الاعتدال وإلى كافة الصفات الإنسانية التي توحد بيننا، فضلاً عن أنها تقف عبر أسلوبها سداً منيعاً ضد السلبية في الفكر والسلوك.
في الختام من توفيق الله للوزير وعمداء الجامعات ومديري التعليم. لنا نحن الأكاديميين والتعليميين أنه يقف على رأس قيادة الوطن (ملك فطن) سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله ـ الذي قال في إحدى المناسبات: «إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف» كما قال أيضاً: «إن الإسلام دين الأخوة والسلام والرحمة والعدل والإحسان، وهو الدين الذي يحث على صلاح الحياة وعمارتها، ولقد تعلمنا من حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن خير الناس من يبذل يده ولسانه ووجهه في نفع الناس والإحسان إليهم، وأن (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، وعلى هذا الهدي نسير ونوجه أعمالنا، سائلين الله التوفيق والسداد.»
وقفة:
«نحن وسط اللهب، ولكننا بعد لم نحترق، وواجبنا أن نُقَدِّر الظروف القائمة، وأن نتعامل معها بما يليق بها، وألا نركن للكسل، وألا تأخذنا الغفلة، وألا ننتظر من الآخر حماية ثغورنا الجغرافية، والفكرية»، الدكتور حسن بن فهد الهويمل.
- مدير العلاقات والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر