قمة فيينا تؤيد إجراء انتخابات ووقف إطلاق النار ">
فيينا - وكالات:
دعت الولايات المتحدة وروسيا وإيران و14 دولة أخرى امس الجمعة إلى هدنة في كل أنحاء سوريا في الحرب السورية المستعرة منذ أكثر من أربعة أعوام وإحياء محادثات الأمم المتحدة المتوقفة بين الحكومة والمعارضة وإجراء انتخابات جديدة. وفي بيان مشترك عقب المحادثات التي جرت في فيينا امس الجمعة قال المشاركون: إن «خلافات كبيرة لا تزال قائمة» رغم اتفاقهم على ضرورة «تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.» وجاء في البيان أن المشاركين في المحادثات يطلبون من الأمم المتحدة ان تجمع معا ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى «تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحدا يعقبها وضع دستور جديد وإجراء الانتخابات.» وتبنت القمة المنعقدة في العاصمة النمساوية فيينا بشأن الأزمة السورية إجراء انتخابات حرة ووقفا واسع النطاق ما أمكن لإطلاق النار في سورية. واتفقت الدول السبع عشرة المشاركة وممثلو الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في البيان الختامي على عدم السماح بتقسيم البلاد، وعدم المساس بوحدة أراضيها.كما اتفق المجتمعون على أن مستقبل سورية السياسي يشكله السوريون أنفسهم، وبهذا تكون مسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد نحيت جانبا بصورة أولية على خلاف المطالب التي أعلنها الغرب في هذا الصدد حتى الآن. ويدور صراع دموي في سورية منذ أربعة أعوام ونصف العام بين نظام الرئيس بشار الأسد وجماعات مقاومة له، أدت المعارك إلى مقتل 250 ألف شخص حتى الآن، بينما هرب إلى الخارج 4.2 مليون شخص من سكان سورية، يمثل السوريون أكبر أعداد اللاجئين القادمين إلى المانيا.ومن بين الدول المشاركة فى المحادثات روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران. من جانبه قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري، لدى قراءته بيان فيينا، إن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على الإبقاء على سوريا موحدة، وأن المحادثات بين المعارضة ونظام الأسد يجب أن تقود لدستور وانتخابات. وأكد كيري: «اتفقنا على أن وحدة سوريا عنصر جوهري وبقاء مؤسسات سوريا». وقال كيري: إنه اتفق مع كل من لافروف وظريف على أن سوريا تحتاج إلى خيار آخر، وهذا يتطلب العمل مع كل الفصائل، ويجب إنهاء الاقتتال، وهذا هو مغزى الاجتماع رغم خلافاتنا. وأضاف كيري «لهذا الرئيس أوباما أعلن تصعيد الحرب ضد داعش في شمال سوريا، حيث ستنسق مجموعة قوات خاصة محدودة العدد بين المعارضة السورية وقواتلتحالف ضد داعش»، كما أنه «لا سبيل لمحاربة داعش خارج المرحلة الانتقالية السياسية»، حسب كيري. ومن جهته، قال وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف بشأن المحادثات: «اتفقنا على محاربة داعش والجماعات الواردة في قائمة الأمم المتحدة»، مؤكدا بقوله «لم نتفق على مصير الأسد، فهذا شأن الشعب السوري»، حسب تعبيره. واعتبر لافروف أن قرار أمريكا ارسال قوات برية لسوريا يزيد من أهمية التعاون العسكري بين الجيشين، وقال لافروف يأمل أن تكون لدى دول الشرق الأوسط ثقة أكبر بعضها في بعض بعد محادثات اليوم. وقبل ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية العراقي قوله الجمعة: إن فيينا ستستضيف الاجتماع متعدد الأطراف بشأن سوريا الأسبوع المقبل. وأضاف الوزير أن «محادثات الجمعة حول حل الأزمة السورية أخفقت في الاتفاق على دور الرئيس السوري بشار الأسد في العملية السياسية». وجاءت هذه التصريحات الأولى من لقاء جمع ممثلي 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران، محادثات غير مسبوقة في فيينا الجمعة لبحث مصير الأسد. قال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير إنه لم يكن هناك اتفاق خلال محادثات سلام على مستوى وزاري عن سوريا جرت امس الجمعة بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية عملية انتقال سياسي. وأضاف للصحفيين عقب المؤتمر «لم يحدث أي تقدم بعد لكن لم يكن هذا متوقعا أيضا اليوم (الجمعة).» وشارك في المؤتمر 17 دولة إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومضى يقول: إن المحادثات ستستأنف خلال أسبوعين ربما في فيينا وإن المشاركين يعتزمون العمل على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات جديدة وتطبيق وقف لإطلاق النار على مستوى سوريا أو في مناطق معينة لوقف إراقة الدماء في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف العام، وتوافد أعضاء الدول المشاركة في الاجتماع الموسع حول سوريا إلى مقر الاجتماعات في فيينا، والدول هي السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، وفرنسا والعراق والأردن ولبنان وإيران ودول من الاتحاد الأوروبي. وانتهى في فيينا، أمس الاول الخميس، اجتماع رباعي جمع وزراء خارجية السعودية وتركيا وروسيا والولايات المتحدة حول سوريا، دون أن يدلي الوزراء الأربعة عقب انتهاء الاجتماع بأي تصريحات لوسائل الإعلام. إلا أن تقارير أشارت إلى أن التوقعات متواضعة، وأن هناك خلافاتٍ مازالت قائمة، خصوصا في ما يتعلق بدور الأسد ونامه في المرحلة الانتقالية، ولا يتوقع في المرحلة الراهنة التوصل إلى أي اتفاق حاسم حول مستقبل نظام رئيس النظام السوري بشار الأسد، لكن مجرد اجتماع أطراف لها مواقف شديدة التباين حول طاولة المفاوضات يعتبر بمثابة تقدم. وفي منعطف دبلوماسي لافت في الأزمة السورية، تشارك إيران، حليفة نظام دمشق، في محادثات فيينا، ما يشكل مؤشراً إضافياً على عودة طهران إلى «صفوف الأسرة الدولية» بعد بضعة أشهر على توقيع اتفاق حول برنامجها النووي.