ناصر عبدالله البيشي
نعم إنها الحقيقة التي تفرض نفسها دائماً وأبداً عندما أقول: إن هناك عدم اقتناع من الشارع الرياضي لدينا بخط السير الذي يسير عليه اتحاد كرة القدم لدينا هنا في الدوري السعودي، هذا الخط الذي يكاد يحمل في طياته عدم العدل والمساواة وهضم حقوق الأندية وتهميش طلباتها بدون وجه حق، لذا أرجو أن يكون المحسوبون على اتحاد كرة القدم أفاقوا من وهمهم الذي يعيشون فيه.
لقد كان هناك سؤال لنفسي هو هل وصل بنا الحال إلى أن يسلب اتحاد كرة القدم حق مشروع لواحد من أعرق أندية الوطن. أيظن هؤلاء إن نادي الشباب جدار قصير يستطيعون القفز من فوقه. لا يا هؤلاء (عميد أندية الوسطى) فيه من الرجال الذين يستطيعون الدفاع عنه إذا لزم الأمر.. «حقاً واعيباه يا اتحاد كرة القدم».
نعم.. الأحداث الأخيرة التي صاحبت مباراة الشباب والنصر ضمن بطولة كأس ولي العهد التي انتهت بفوز مستحق لنادي الشباب أبرزت الكثير والكثير من الحقائق وعدم العدل والمساواة تفوح من أفواه هؤلاء الذين هرولوا خلف ألوان أنديتهم وعواطفهم الشخصية مستغلين وجودهم داخل أسوار اتحاد كرة القدم، فأخذوا يوزعون إملاءاتهم من أجل صالح أنديتهم. وإلا ماذا يعني تغييره لقراره الذي ينص على أن يتواجد الشباب في الجهة الشمالية لكن بقدرة قادر تغير الوضع، شيء غير معقول، مندوب نادي الشباب حضر الاجتماع التنسيقي المعد قبل المباراة، ورغم ذلك تهمش مطالب ناديه. مطالب إدارة النصر تم تنفيذها رغم عدم حضور مندوب النصر للاجتماع.
ادعو له بالشفاء العاجل
إنه لاعب نادي الشباب سيف الحشان الذي يرقد على السرير الأبيض إثر إصابة بالرباط الصليبي، هذا الوحش الذي خيم على الملاعب هنا لدينا في الدوري السعودي وراح ضحيته أكثر من نجم في لعبة كرة القدم، بعض منهم ترك الركض عبر المستطيل الأخضر كانوا ينثرون إبداعاتهم ولهم جماهيرهم.
كل إخوانك الرياضيين والشبابيين يدعون لك بالشفاء العاجل لكي تساهم مع زملائك في انتصارات ناديهم بعد التوفيق من الله عز وجل.
وكما قال الإمام علي -رضي الله عنه- في أحد خطبه (خمس خذوهن عني لا يرجونَّ عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه) وقال أيضاً (اعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد وإذا ذهب الرأس ذهب الجسد وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان).
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (60 سورة غافر).
اعطوا الأجير أجره
قبل أن يجف عرقه
في اعتقادي الشخصي المتواضع وربما يشاركني الكثير من الإخوان في ذلك أقول: إن قضاء حوائج الناس وإعطاء كل ذي حقه وخصوصاً إذا كان هذا الحق مشروعا لا غبار عليه. وأجزم أن القيام بهذا الشيء وتنفيذه هو مفتاح الخير ودليل على حسن السيرة والسريرة وصفاء القلب وبركة الوقت والعمل.
كما أن الساعي في قضاء حوائج الناس وإعطائهم حقوقهم (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). لقد علمنا ديننا الحنيف فيما علمنا من حيث إعطاء كل ذي حق حقه حيث قال (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).
وفي اعتقادي أن من صور مظاهر السلبية هو استثقال قضاء حوائج الناس أو إعطائهم حقوقهم المتراكمة. إذا هذه رسالة لمسؤولي الأندية الرياضية لدينا: أرجو أن يتأملوا هذا الحديث. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً). حقاً إنه قمة الظلم والإجحاف أن تقوم معظم الأندية لدينا بعقد الصفقات بالملايين وهي تعرف تمام المعرفة أن هناك من لديه مستحقات ورواتب متراكمة لم تصرف، وهذا هو قمة الظلم بحق هؤلاء الموظفين والعمال الذين تغربوا عن أوطانهم وتركوا أسرهم من أجل البحث عن لقمة عيش شريفة.
نعم إنه تقصير بحق هؤلاء المساكين من قبل المسؤولين عن الأندية لدينا وبدون استثناء.
نعم اصرفوا رواتب هؤلاء الرجال الذين لم يقصروا في ما هو مطلوب منهم القيام به في عملهم. إنهم يريدون أن يدخلوا على أطفالهم وهم يحملون ما يدخل الفرحة والسرور إلى قلوبهم. قال- صلى الله عليه وسلم- (من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك سره الله يوم القيامة) أخرجه الطبراني. وفي الحديث الآخر (هل تُنصرون إلا بضعفائكم) أخرجه البخاري.
إذا إنها دعوة مرة ثانية إلى من يهمه الأمر اصرفوا رواتب من يعمل تحت أيديكم فقد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال (اللهم من ولي من أمر أمتى شيئا فرفق بهم فارفق به) رواه مسلم.