حينما أطلق حكم مباراة الهلال وأهلي دبي نهاية المباراة نظرت حولي فوجدت ابني فيصل الذي يبلغ من العمر اثني عشر ربيعاً منهمراً بالبكاء، ويقول: سوف أظل مقتنعاً بكبرياء الزعيم سوف نروض آسيا وسوف يبقى الزعيم بدراً في سماء الرياضة الآسيوية، رضى من رضى وأبى من أبى، وهو مازال يكفكف دموعه ويردد تلك الكلمات فسألته إذا كنت تملك كل هذه الثقة بفريقك لماذا تبكي ؟ فقال أصدقائي غداً في المدرسة يتضاحكون علي، وهنا مما يجعل السؤال يتبادر في ذهني لهذه الدرجة سبب الزعيم للفرق الأخرى كابوساً مخيفاً وينتظرون سقوطه للتندر!! والأدهى والأمر أن مقطع بكائه بسبب تواجدنا في أحد الأماكن والجلسات التي خصصت لنقل مباريات بحكم تشفيرها وجدته يتم تناقله عبر الوسائل الحديثة تويتر والواتس أب ما بين متعاطف وما بين شامت.. إلهي: هل وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري من التعصب الرياضي؟ هل أصبحت مدارسنا أرضاً خصبة للتعصب؟.
ولو نرجع بالذاكرة قليلاً نجد أن الفوز والخسارة لممثل الوطن أي أنه كان في الزمن الماضي يمثل فرحا عظيماً في حالة الفوز وحزناً شديداً في حالة الخسارة لكافة الشعب السعودي، فنحن نلعب خارجياً باسم الوطن وليس باسم النادي الفلاني ..
قد أكون أنا من جيل ما يسمى بالطيبين، ولكنه ما أجمله من زمن بالفعل أنه الزمن الجميل والذي كنا فيه نصفق لجميع أندية الوطن وهم يمثلونا خارجياً، وعلى الرغم من نصراويتي والتي أفاخر بها منذ زمن إلا أني مازلت أتذكر حينما كنت أرتدي شعار النجم المحترف بالهلال روبرتو ريفلينو قائد المنتخب البرازيلي السابق، والذي كنت أصفق له مع كل تمريرة يقوم بها، وذلك لروعتها بعيداً عن التعصب الرياضي الذي وضعته جانباً وكنت أقف مع أول ممثل للوطن قلباً وقالباً نادي الاتفاق حينما حقق بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي كأول فريق سعودي يشرفنا خارجياً على الرغم من نصراويتي التي لا يختلف عليها اثنان ولكنه الوطن يا سادة... وهنا يجب أن نضع الحلول لقمع هذا التعصب الرياضي، وليكن أولاً عن طريق المدارس فيجب أن يكون للوزارة موقف قوي، وذلك بنشر الوعي وتنمية الحصانة الذاتية لدى الناشئة والمجتمع التعليمي من الآثار السلبية لهذه المخالفات على أفكار وقيم الطلاب، وأن يكون هناك حصص رياضية تحارب التعصب الرياضي ومحاضرات وندوات بهذا الشأن بدلاً من المعمول به حالياً من بعض مدرسي الرياضة بجلب الكورة للطلاب فقط من غير توجيه ونبذ التعصب الرياضي وتوضيح النتائج السلبية لذلك وخطرها على النشء، أيضاً وزارة التعليم ليس بعالم مستقل معزول عن الاعتراف بوجود التعصب الرياضي داخل مدارسنا إذ من الواجب عليها إعداد حملة توعوية بين صفوف الشباب في المدارس والجامعات تتألف من مجموعة من العلماء والرياضيين النجوم السابقين لتنبيه الشباب وتحذيرهم من خطر التعصب الرياضي والدور الأكبر يقع على وزارة الإعلام بمنع التعصب الرياضي، وذلك بمنع الرياضيين الذين يثيرون الشارع الرياضي بظهورهم على الشاشة الفضائية وهم يتعصبون إلى أندية معينة ومنع المتعصبين من تبادل الشتائم عبر القنوات الإعلامية ومحاسبتهم على ذلك؛ فالرياضة تنافس شريف يغرس روح الحب المتبادل بين الأطراف بعيداً عن أي مواضيع أخرى..
فنحن في وقت أشد من أن نكون يداً واحداً وكما قيل لا تفرقنا كورة وأن نطبق ذلك على أرض الواقع وعلى المحبة نلتقي ...
محمد القبع الحربي - بريدة