أعتقد أن تصريح دونيس الذي أدلى به بعد الخسارة من أهلي دبي، وقال فيه: لقد أضعت المباراة، بتخوفي الزائد، قد قطع الطريق، على كل التحليلات والاجتهادات التي كانت ستذكر عن أسباب الخسارة، ونحن هنا نثمن لدونيس شجاعته، ونشكره عليها، ولكننا سنحاسبه عليها بالتأكيد، فيا دونيس أنت دخلت المباراة، وأنت مطالب بالتسجيل، وحتى لو فتحت ملعبك وسجلت أهدافا كثيرة، وحصل التعادل فهذا أيضاً من صالحك، لأن التعادل بأكثر من هدف، سيؤهلك مباشرة، وهذا ما حدث لولا الهدف القاتل الذي أنهى آمال الفريق، لذا كان من الواضح جداً، ومن البديهي أنك مطالب بالهجوم من أول دقيقة، فلم التخوف إذاً!؟ ثم هل كنت تعرف فريقك قبل حضورك لتدريبه؟؟ وإذا كنت لا تعرفه، ألم تشاهده على الفيديو؟؟ بالتأكيد أنك لو شاهدته لعرفت أن هذا الفريق، لا يدافع أبداً على مدى تاريخه، وإذا احتاج يوماً إلى الدفاع، فإنه يدافع عن طريق الهجوم فقط، عموماً دونيس يتحمل جزءاً من المسؤولية فقط، وثمة أسباب وعلل أخرى فنية وإدارية ساهمت في عدم مواصلة الفريق، وتحقيق الحلم، فالتحضير والعمل لهذه البطولة، لم يكن بالحجم الذي يوازي قيمتها الفنية، فلا التعاقدات المحلية كانت على مستوى الطموح، ولا حتى الخارجية، ولم يخصص أي ميزانية تساعد على الحصول على البطولة، في حين أن نادي (قوانزو) الصيني، لوحده يخصص لهذه البطولة فقط، ما يصرفه ناد من أنديتنا طوال موسم كامل!! أيضاً لم يكن هناك ضبط وحزم إداري في الفريق، فالحارس (شراحيلي) الذي تحول إلى مهاجم، في الكثير من المباريات، يتفنن ويراوغ اللاعبين، ويغيب عن التمارين، ولم يحضر آخر تمرين، قبل المغادرة إلى دبي، بحجة (النوم)!! وديقاو الذي بدأ يضرب دون كرة، داخلياً وخارجياً، حتى أوقف، والفرج الذي حصل على بطاقة ليس لها أي معنى وأوقف، والعابد الذي كان يضحك في مباراة الأهلي الأخيرة، والفريق مهزوم!! كلها أشياء تدل على أن هناك تسيباً إدارياً واضحاً في الفريق، وحتى داخل الملعب، الإدارة ليست على ما يرام، فالكابتنية جرت العادة أن تعطى دائماً للأقدم، ولا أدري ما علاقة الكفاءة بالأقدمية!! فالقيادة داخل الفريق، تحتاج إلى صفات شخصية وقيادية، قد لا تتوفر في اللاعب القديم على كل حال، ولو كان هناك قائد متمكن، في مباراة الأهلي، لساعد كثيراً في منع دخول الهدف الثالث الذي جاء في آخر دقيقة، وذلك بتهدئة زملائه وتوزيعهم التوزيع الصحيح، أمام المرمىبل تنفيذ الخطأ، أيضاً فردية بعض لاعبي الهلال خصوصاً، العابد وسالم، أثرت كثيراً على أداء الفريق وجماعيته، وقد أفردت الجزيرة، تحقيقاً كاملاً يبين كيف أثرت فردية اللاعبين المذكورين على الفريق، وكيف أنهما حصلا على البطاقات أكثر من صناعتهما للعب!! البطولة الآسيوية لا تأتي بالأماني والحماس يا سادة، وتحتاج إلى عمل إداري ومالي وفني ضخم، ومهرها غال، وعلى الهلال ومعه فرقنا المشاركة، أن يكونوا مستعدين من اليوم لدفع هذا المهر، في البطولة القادمة، وإلا فلنستعد للخروج من الآن، بقي أن نشيد أخيراً، بالإدارة القانونية في الهلال، لاحترافها في اكتشاف الخطأ القانوني الذي وقع فيه فريق الأهلي، وسرعتها في تقديم الاحتجاج، وبغض النظر نتيجة الاحتجاج، فيحسب لها هذا التحرك المحترف.
- صالح الصنات