الدارة تساهم مع المؤسسات العربية في حفظ المصادر المتعلقة بالمملكة وبالعمل العربي ">
القاهرة - حوار - سجى عارف:
وقّعت دارة الملك عبد العزيز مذكرة تعاون مع جامعة الدول العربية، وذلك على هامش احتفالية «يوم الوثيقة العربية» التي نظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مقرها بالقاهرة بمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيسها، بحضور معالي المستشار في الديوان الملكي، المشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات، والأمين العام المكلف لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري، والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، ووقّع الاتفاقية من الجانب السعودي الوزير المفوّض بسفارة خادم الحرمين الشريفين بجمهورية مصر العربية محمد بن حسين مدني، ومن الجامعة العربية الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة، والتقت (الجزيرة) في حوار خاص بالدكتور فهد بن عبد الله السماري المستشار في الديوان الملكي، المشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات، والأمين العام المكلف لدارة الملك عبد العزيز، فإلى نص الحوار:
بداية حدِّثني عن مذكرة التعاون بين دارة الملك عبد العزيز وجامعة الدول العربية؟
- المذكرة تهدف إلى تطوير علاقات التعاون الثنائي بين الدارة والجامعة وتعزيزها من خلال تشجيع الدراسات والبحوث وخدمة الباحثين في الدول العربية وتزويدهم بالمعلومات والمصادر التاريخية، وتبادل الإصدارات، والفرق البحثية، وخبرات الصيانة والترميم، والتقنية والتدريب، وإقامة الندوات والمعارض المشتركة.
دارة الملك عبد العزيز من نجاح إلى نجاح.. ماذا تقول في ذلك؟
- نعم.. الدارة في تطور جيد ومميز في عملها والآن تمر بمرحلة هيكلة أعمالها العلمية لتواكب التغيرات الجديدة في التقنية الحديثة ولله الحمد تطورها ملموس، ولعلنا - إن شاء الله - نشهد قريباً كثيراً من المصادر التي تتاح في موقع بوابة الدارة التاريخي فستخرج قريباً، والدارة هي مؤسسة علمية في المملكة العربية السعودية تقدم الخدمة اللازمة للتراث السعودي فيما يتعلق بوثائقه وكتبه ومصادره الشفوية ومصادر الصور الفوتوغرافية والمرئية، نظراً لأن تراث هذا البلد كما يُساهم عربياً مع المؤسسات العربية الأخرى كتعاون مشترك في حفظ المصادر المتعلقة بالمملكة وبالعمل العربي.
هل تعتقد أن هذا الجيل لا يدعم الوثيقة؟
- هذا الجيل لا ينبغي أن نتجه إليه باللوم، بل ينبغي أن نوجه اللوم لأنفسنا لأنه إذا لم يهتم بالوثيقة، فنحن الذين لم يقدم له الوثيقة بالشكل المناسب، فنحن أمام تحدٍ وينبغي أن نواجه هذا التحدي ونوصل معلومات الوثيقة ونوصل مفهومها إلى أبنائنا الطلاب والطالبات بالشكل الملائم للفئة العمرية، فالشباب بهم الخير الكبير إذا بادرنا بالمسئولة وقمنا بأداء ما يلزم علينا من عمل، فاللوم في الواقع هو علينا وليس عليهم.
الوثيقة أصبحت في خطر.. ماذا تقول حول ذلك؟
- الوثيقة ليست في كل مكان في خطر، هي في خطر في أماكن معينة، وليست في أماكن كثيرة ولله الحمد الوثيقة في دول الخليج العربي يُعتنى بها بشكل مميز وفي بعض الدول العربية مثل جمهورية مصر العربية فيها اهتمام كبير جداً بالوثيقة ربما في بعض الدول التي تعاني من بعض الظروف هي في خطر نعم، ولنا عبر الفرع الإقليمي العربي تواصل مع هذه الدول ومسئولي المراكز فيها بأن يتم التعاون معهم ليتم حفظها بقدر الإمكان والتدخل لحفظ هذا التراث بأي شكل من الأشكال، لأن الوثيقة هي هوية هذه الأمة سواء كانت دولة عربية واحدة أو دولاً عربية مشتركة
كيف تصف دعم سيدي خادم الحرمين الشريفين للوثيقة؟
- نعم يكفينا شرفاً وفخراً بأنه من يرأس مجلس إدارة الدارة، ويوجه - حفظه الله - بالكثير من التوجيهات والدعم المناسب لأعمال الدارة، وسفينة الدارة لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه دون دعمه - حفظه الله -، والآن بتوجيهات كريمة منه يقوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة الدارة بأعمال عظيمة لتطوير الدارة في أعمالها الإستراتيجية المستقبلية، وأيضاً إتاحة مصادرها بالشكل الملائم للعصر الحديث.
هناك من ينظر إلى الوثيقة بأن لها دوراً كبيراً في دعم القضايا العربية.. ما رأي معاليكم في هذا؟
- بلا شك بأنها من أهم الأسلحة المميزة التي تقف أمام أي باطل وأي دعوة، نظراً لأنها تتضمن مضموناً فكرياً وإنسانياً يقف أمام أي دعوة وأي أخطاء وأي تزييف، لذلك هي سلاح مهم جداً ينبغي أن يتسلح به العالم العربي، لأن تراث الأمة العربية عبر تاريخها العريق قد أسهم بالكثير من الأمور، كما لا ينبغي لنا النظر إلى التراث من جانب سياسي، هو أيضاً جانب إنساني فهو تراث الأفراد الذين قاموا بجميع الأعمال في الماضي من رجال ونساء، وليس فقط سياسة هو اجتماع واقتصاد وتراث وثقافة، وهذا التراث لا بد أن يكون سلاحاً للمعرفة وسلاحاً في الدفاع عن قضايا العرب بشكل كامل.
دارة الملك عبد العزيز تقوم بدور كبير لمنع اندثار الوثيقة والمخطوط.. كيف ترى هذا التجانس بين النوعين؟
- الوثيقة والمخطوط كلاهما في مصدر واحد وفي مستوى واحد، فالوثيقة هي الأعمال اليومية والمخطوط هو الأعمال العلمية، فجميعها تعتبر في نفس إطار المخطوط الوثائقي، فالمخطوط تُعتبر وثيقة والوثيقة تأخذ عدداً من الأوعية التي يمكن أن نتحدث فيه سواء كان مرئية أو إلكترونية أو ورقية، وأياً كان فهما دائماً متلازمتان بتلازم المعرفة مع الإدارة.
هناك لبس كبير بين المصطلحين لدى فئات كثير من الناس.. ما وجهه نظرك حول ذلك؟
- لا اعتقد أن هناك لبساً، ولكن الذين ينظرون للمخطوط ينظرون إليه من جانب كونه عملاً مكتبياً ومكتبات والوثيقة ينظر لها من جانب وثائقي وأرشيفات، وبلا شك هذا خطأ فالوثيقة والمخطوط كلاهما في مجال واحد وسياق واحد، وينبغي أن ننظر إلى الطرفين بنفس النظرة أنهما يدخلان في نفس العالم، وليسا عالمين مختلفين.
من الضروري أن نجد دعم الجامعات العربية لهذه الوثيقة.. فكيف ترى ذلك؟
- نعم الجامعات العربية مطلوب منها أن تزيد من فاعلية برامجها في المكتبات والوثائق وتزيد من فاعلية التقنية وتزيد من فاعلية فهم الطلاب لمعاني الوثيقة وتزيد من فاعلية نقل الوثيقة للفصل الدراسي، فنحن مستعدون في أرشيفاتنا العربية وكذلك الزملاء والزميلات مستعدون للمساعدة والمساهمة في تقديم الوثيقة للفصل الدراسي والمخطوط أيضاً.
أصدرتم كتاباً عن علاقة المملكة العربية السعودية بالجامعة العربية.. ما الهدف منه؟
- صدر الكتاب بشكل سريع ليواكب هذه المناسبة، وهو يدخل في بعض إطار الإتاحة الموجودة للوثائق في المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، وتمثل مواقف المملكة تجاه الجامعة العربية والمصادقة على عدد من الاتفاقيات، وخرج هذا الكتاب ليضاف إلى أرشيف المكتبات العربية للباحثين عن المزيد للدراسة والتحليل.
ما الرسالة التي توجهها للجامعات السعودية لدعم الوثيقة من خلال طلابها؟
- أكرر وأقول إن الوثيقة لا تزال بعيدة عن الفصل الدراسي.. الوثيقة لا تزال بعيدة عن المنهج الجامعي، ونأمل - إن شاء الله - أن يُلتفت إلى هذا، ودارة الملك عبد العزيز والمركز الوطني للوثائق والمحفوظات مستعدان أيضاً للتعاون والتعامل في هذا الشأن.