الكويت - طلال الظفيري:
أكد محلل نفطي كويتي أن التوقعات بشأن أسعار النفط خلال الفترة المقبلة غير متسقة إذ ستظل هناك العديد من العوامل متحكمة في الأسعار أبرزها حجم واردات الصين وعودة النفط الإيراني ونشاط النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وقال المحلل محمد الشطي إن ما تشهده ساحة التوقعات في بعض الاحيان يكون متضارباً لافتاً إلى أن هذه المرحلة هي الأصعب بشأن التوقعات ما جعل الكثيرين يعتذرون عن التوقع «بشبه اليقين» حيال أسعار النفط خلال الفترة المقبلة كما كان يحدث سابقاً.
وأضاف الشطي: رغم ذلك تكون هناك توقعات منطقية ومبنية على أسس سليمة، لكنها قد لا تكون صائبة بسبب كثرة المتغيرات وارتباكها وتوتر السوق عموما منذ فترة تخللتها فترات استقرار بسيطة على أسعار منخفضة.
وأوضح أن التوقعات المستقبلية تشير إلى ارتفاع أسعار نفط خام الإشارة برنت من 56 دولارا للبرميل الواحد في 2015 إلى 57 دولارا في 2016 و 63 دولاراً في 2017 لتصل إلى 70 دولاراً في 2018 على أن يستمر خفض عدد منصات الحفر في أمريكا وإغلاق ما بين 50 و100 منصة اضافية خلال 2016.
وذكر أن التوقع بخفض إجمالي الإنتاج الامريكي بـ650 ألف برميل يومياً عام 2016 على أساس سنوي هو ما يساعد في دعم اسعار النفط خلال العام المقبل، مبيناً أن أنظار السوق تتركز على تطورات إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وسط توقعات بانخفاضه خلال 2016.
ولفت إلى أن مستويات المخزون من الديزل وزيت الغاز في أمريكا وأوروبا اقتربت من تسجيل مستويات تاريخية عالية نتيجة ارتفاع معدل تشغيل المصافي واعتدال الطلب بالتزامن مع ارتفاع الواردات من أسواق الشرق وارتفاع طاقة التكرير الجديدة وزيادة مبيعات الصين من الديزل «وهذا يمثل تحدياً أمام الصناعة ويسهم في خفض في أسعار النفط الخام».
وأشار الشطي إلى أن الفروقات ما بين نفطي خام الإشارة (مزيج برنت) والنفط الأمريكي (غرب تكساس المتوسط) ستبقى عند خمسة دولارات للبرميل الواحد وأن الضغوطات على النفط الثقيل والمتوسط ستستمر بارتفاع يدور حول دولار واحد للبرميل سنوياً عن الفروقات الحالية مع نفط الإشارة، ما يشي بارتفاع في حدة التنافس ما بين المنتجين مع ارتفاع المعروض.
وأوضح الشطي أن إيران ما تزال هي الورقة الأهم خلال 2016 بالنسبة للسوق النفطي حيث يتوقع عودة تدريجية لانتاجها النفطي وقدرتها على إضافة نحو مليون برميل يوميا من النفط الخام خلال العام ونصف العام المقبل. وأضاف أن ذلك سيؤثر دون شك على أساسيات السوق النفطية على الرغم من الأجواء الإيجابية بخصوص ارتفاع الطلب على نفط (أوبك) في 2016 وانخفاض إنتاج النفط الأمريكي لافتاً إلى جهود إيرانية واضحة مع مختلف الشركات ومنها الروسية من أجل تطوير حقولها النفطية والمساعدة في رفع القدرات الإنتاجية هناك.
وحول الدور الذي تلعبه الصين في أسواق النفط العالمية وأهميتها أكد أن الصين ستبقى مصدر اهتمام داخل السوق لاسيما ما يتعلق بحجم الواردات والحاجة لبناء المخزون النفطي الاستراتيجي.
وقال الشطي إن السوق يبدو أنه يشهد ارتفاعاً في المعروض خصوصا مع توقعات ارتفاع الفائض في منطقة الخليج العربي وثبات مبيعات آسيا لكن إفريقيا تظل تشير إلى متانة الطلب خلال 2016».