طريف - محمد راكد:
تتزيّن في هذا اليوم المبارك محافظة طريف، وتبتهج بحضور أميرها صاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، ليكون بين إخوانه وأبنائه مواطني محافظة طريف، تلك المحافظة الواعدة التي فتح الله عليها أبواب الخير، وتحولت من مدينة سابقاً لمرور خط التابلاين إلى مدينة مستقبلية للتعدين وصناعة الفوسفات وغيره، فبالأمس القريب قام عدد من الوزراء بتوجيهات من المغفور له - بإذن الله - خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الثلاثاء 4 / 4 / 1435هـ بتوقيع عدد من العقود الإنشائية ومبادرات التنمية المحلية في مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال، باستثمارات بلغت قيمتها نحو 36 مليار ريال في حفل نظمته وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة التعدين العربية السعودية «معادن» وشركاؤها من الجهات الحكومية والشركات الكبرى شرق مدينة طريف برعاية صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية - رحمه الله -، وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وبهذا سجلت محافظة طريف منذ ذلك اليوم تحولاً كبيراً في مجال التنمية، حيث بدأ العمل على إنشاء مدينة وعد الشمال التي يتوقع أن تصل الاستثمارات المتوقعة في مصانعها وبنيتها الأساسية إلى 36 مليار ريـال.
كما سيسهم في تسهيل تطوير موارد الغاز في المنطقة الشمالية الشرقية وموارد الفوسفات، وستعمل وزارة البترول والثروة المعدنية في إطار إستراتيجياتها لاستغلال المعادن والموارد الهيدروكربونية كمحفز لتطوير صناعات متقدمة تخدم أهداف التنوع الاقتصادي للمملكة.
كما يقع في شرق محافظة طريف مصانع للإسمنت هما مصنع إسمنت الجوف ومصنع إسمنت الشمالية وشركة معادن، حيث ستسهم هذه المشروعات في تطوير مناطق شمال المملكة وتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق.
وهناك ربط لقطار الشمال مع مدينة وعد الشمال، حيث ستمكن قطارات الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سـار» المرافق الصناعية لشركة معادن الفوسفات في مدينة وعد الشمال التعدينية من إيصال منتجاتها الضخمة إلى الموانئ على الخليج العربي والبحر الأحمر، إضافة إلى مختلف الأسواق المحلية.
والمحافظة تقع على طريق إستراتيجي يربط الخليج ببلاد الشام من خلال شبكة من الطرق تمتد من مركز الحديثة الحدودي مع الأردن والقريات حتى محافظة حفر الباطن بطول يزيد على 950 كلم.
وتشتهر محافظة طريف بالمناطق الرعوية كمنطقة أم وعال وأقرن والحنو وشعابها مثل شعيب طريف والخور، وشعيب القبر، حيث يتوجه لها كل عام محبو القنص والطيور في منطقة برية شرقي طريف، حيث يقام سوق سنوي للحراج على الصقور بعد صيدها، كما يقام مهرجان سنوي باسم (المهرجان الشعبي وسباق الطيور) والذي يجذب العديد من الزوار والسائحين للمحافظة.
وشرق المحافظة تقع محمية حرة الحرة، وهي محمية طبيعة تُعتبر أولى المحميات التي أقامتها الهيئة بمساحة 13775 كيلومتراً مربعاً، ويتكون سطح المحميّة من هضبة بركانية تكثر فيها الصخور البازلتية السوداء، إضافة إلى مجموعة من الجبال البركانية المنخفضة التي يتراوح ارتفاعها بين 800 و 1150 متراً عن سطح البحر.
وقد اشتهرت محافظة طريف خلال السنوات الثلاث الأخيرة والتي ترتفع بمسافة 850 متراً عن سطح البحر بهطول الثلوج التي تنزل على المدينة والمناطق البرية بكثافة حتى أصبح الجميع ينتظره في كل شتاء بعد أن زارها خلال السنوات الأخيرة بانتظام مما جعلها محط أنظار الكثير في الإعلام المرئي والمقروء، الأمر الذي يجذب العديد من السياح والزور.