بفضل الله ثم بحرص القيادة تحولت محافظة طريف إلى محط أنظار كبرى الشركات والمؤسسات العاملة في القطاع الصناعي وذلك بالإعلان عن إنشاء مدينة وعد الشمال التي تقع على مسافة 20 كم من المحافظة.
فإذا كانت الثورة النفطية في بداية الخمسينات من القرن الماضي سبباً في إنشاء حاضرة طريف
فها هي الثورة الصناعية تعيد لمحافظة طريف مجداً صناعياً يبعث بها إلى الواجهة من جديد
ما بين غمضة عين وانتباهتها تحولت محافظة طريف من محافظة هادئة قليلة الحركة ومحدودة التنمية إلى منطقة عمل تعج بآلاف العمالة من مختلف الجنسيات وبآلاف المعدات التي تسابق الزمن في البناء والإنشاء وتحولت المحافظة من طاردة للسكان للبحث عن فرص العمل وطلب الرزق إلى مكان جاذب لمئات الشباب الذين وجدوا في وعد الشمال مكانً للعمل وتحقيق الآمال والطموحات
وباكتمال مدينة وعد الشمال وبداية إنتاجها المتوقع ستصبح مدينة صناعية تسهم في تنوع موارد الاقتصاد السعودي وتصبح مكاناً منتجاً لا مستهلكاً وبذلك تضاف المحافظة إلى منظومة الاقتصاد السعودي.
كل ذلك يتطلب من سكان منطقة الحدود الشمالية التهيئة لدخول عصر جديد وثقافة جديدة تتمثل في:
الاستفادة القصوى من هذه المدينة بمكوناتها فليس الاستفادة تجارة ومالا فحسب بل ثقافة التعايش مع جنسيات منتجة وشركات تتمتع بأقصى درجات التنظيم في الالتزام والإنتاجية وتقدير الوقت فهذه ثقافة نحن نحتاجها لنمتثل بها لنرفع من إنتاجيتنا، واكتساب التقنية والتعامل معها فالعمل اليوم عمل تقنية وستتمتع المصانع بمنظومات تقنية فالتعايش مع هذه التقنيات ينعكس إيجاباً على أبناء المنطقة ونتمكن من اكتساب أسرارها وهذا طريق لتصنيعها وتطويرها مستقبلاً بأيدٍ سعودية، وكذلك إعداد أبنائنا من الجيل القادم للعمل فإن كانت بداياتها بخليط من السعوديين والوافدين نتطلع في القريب العاجل أن تدار بأيدٍ سعودية في كل تفاصيلها والأسر والمجتمع معني بإعداد الأبناء لمثل هذا، إضافة إلى الحرص على أن تكون ثقافتنا الدينية والاجتماعية مصدر فخر لنا واعتزاز ونكون مؤثرين أكثر من أن نكون متأثرين فبالوعي نصدر ثقافتنا لا نستورد ثقافتهم.
فأمام هذا التحول الكبير وهذه النقلة لمحافظة طريف لا بد أن نحمل خالص الولاء والوفاء لحكومتنا التي بعثت الحياة من جديد في المنطقة ولتنالها عجلة التنمية.
- مهندس/ صالح بن زعل العقيلي