قصة الكتاب الذي قرأه بالسيارة وبيتَي الشعر اللذين بحث عنهما
حمد بن عبدالله القاضي ">
الملك سلمان بن عبدالعزيز عرف بكونه مثقفاً وقارئاً وعاشقاً للتاريخ، ولن تكفي سطور محدودة للحديث عن جانبه الثقافي.
كل من عرفه من المؤلفين والمثقفين أدركوا هذا الجانب المضيء بشخصه، وهو حفظه الله يجد متعة بالاحتفاء والاهتمام بهذا الجانب، ولذا استمر معه أميراً ووزيراً وملكاً، ولعله يتمثل بقول الشاعر محمد بن عثيمين شاعر الملك عبدالعزيز -رحمهما الله- عندما قال في بيت جميل:
جعلت سميري حين عزّ مسامري
دفاتر أملتها العقول النوابغ
وقد صدق.
ومن يعشق القراءة كالملك سلمان يجد أن في الرحلة مع كتاب أو السفر بين كلمات مقال متعة لا تضاهيها متعة.
د. الخويطر وقصة متابعة الملك سلمان لكتاب:
كان معالي د. عبدالعزيز الخويطر المحب للملك سلمان إنساناً ومثقفاً ومؤرخاً.. كان د. الخويطر -رحمه الله- يسألني عن طباعة كتبه وبخاصة كتاب مذكراته.
((وسم على أديم الزمن)) وسألني ذات مرة مستعجلاً عن أحد الأجزاء قال لي: إن الأمير سلمان -وكان أميراً للرياض وقتها- يسأل عن الجزء الجديد من الكتاب، يريد أن يطلع عليه، وطلب مني -د. عبدالعزيز- استعجال المطبعة.
ومرة روى د. الخويطر أن أحد كتبه ذات الحجم الصغير ((حديث الركبتين)) الذي تحدث فيه عن قصة إجرائه العملية.. قال لي: إن الملك سلمان قال له: إنه قرأ هذا الكتيب بطريقه ما بين الرياض والخرج.
الملك سلمان وبيتان من الشعر أعجب بهما:
هو محب للشعر الذي يفيض بالحكمة ويحفز على كريم الخلال.. أذكر مرة أنه كان بزيارة خاصة لمعالي الشيخ ناصر الشثري وكنت أحد الحضور، وجرى الحديث عن الشعر وإيراد بعض الأبيات الحكيمة وشاركت بتلك الجلسة بإسماعه -حفظه الله- والحضور بيتين جميلين من الشعر الذي يحث على الكرم وهما:
إذا جادت الدنيا عليك فجدْ بها
على الناس طراً قبل أن تتفلّت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا هي ولّت
وأعجب بها -حفظه الله- وبالمعنى الجديد الذي حمله البيتان، ومن نهار الغد تلقيت اتصالاً من مدير مكتبه الخاص أ. عساف أبواثنين يفيدني بأن سمو الأمير سلمان يريد مني أن أرسل له هذه القصيدة التي ورد فيها هذان البيتان واسم قائلها.
مكتبة الملك سلمان و(20) ألف عنوان:
معروف أن لدى الملك سلمان بمنزله مكتبة لعلها من أكبر المكتبات الشخصية بالعالم العربي إذ تحوي نحو (20) ألف عنوان ما بين كتب تاريخية وأدبية وإسلامية وموسوعات.
أجزم أني لم أورد إلا ملامح صغيرة عن اهتمامه -حفظه الله- بالعلم والثقافة: قارئاً ومتابعاً وعاشقاً للمعرفة والتاريخ.
وبعد:
من توفيق الله أنه يقف على سدة قيادة الوطن ملكا مثقفا يدرك أهمية الثقافة في بناء الوطن، ووعي المواطن ومن هنا نستشرف الكثير لمنظومتنا الثقافية ليرى العالم عطاءات وإبداعات الأديب والعالم والمثقف السعودي الذي أصبح يضيف إلى ثقافة الآخر وليس فقط يستقي منها، وليكون حضورنا العلمي والثقافي متزامنا -بإذن الله- مع حضور وطننا السياسي والإقتصادي في عهد ملكنا المثقف سلمان بن عبدالعزيز.