صلاح القرني ">
مما لا شك فيه أن لشبكات التواصل الاجتماعي فائدة كبيرة في التواصل بين أطياف المجتمع في نقل المعلومة وتبادل المعلومات والخبرات وغيرها الكثير، ولست هنا بصدد تلك الفوائد، فمن الطبيعي أن تكون كذلك. ولكن المتتبع في الآونة الأخيرة سيجد أن هناك تنظيمات خارجة عن القانون -إن صح التعبير- حوّلت تلك الشبكات لمعول هدم في بناء الأوطان وتمرير أجندتهم من خلال تلك المواقع المشبوهة، فمثال ذلك حادثة الشملي التي وقعت في عيد الأضحى الماضي، وذلك عندما تحدث والد قاتل ابن عمه أن ابنه اعتاد المكوث على الكمبيوتر لساعات طويلة كان لها الأثر الواضح في سلوك ابنه العدوانية، ومن الواضح أنه كان يتواصل وبشكل مباشرة مع تنظيمات داعش التي غيّرت في مفهومه، وحتى في سلوكه تجاه أقرب الناس إليه ومجتمعه الذي يعيش فيه، مما كان له أثر سلبي على وطنه بشكل عام، هذا غيض من فيض مما يشكل خطراً على شبابنا، خاصة في ظل التطورات التي يعيشها المجتمع من أجهزة ذكية، فلا يكاد بيت يخلو من تلك الأجهزة كبيرهم وصغيرهم ودخولهم بشكل مباشر في شبكات التواصل بدون رقيب أو حسيب للأسف الشديد، ناهيك عما يتم مشاهدته من مواقع غير أخلاقية سهلة التصفح لصغار السن. لا أحد ينكر أن المشكلة كبيرة في أن تلك المواقع بشكل عام لها تأثير على الفرد وبالتالي على مجتمعه ووطنه، ولو استطردنا في ذكر الأمثلة لربما أسهبنا في ذلك. ولكن السؤال كيف نجعل تلك الشبكات الاجتماعية لها أثر إيجابي في مجتمعاتنا، أولاً غياب دور الأسرة، لا شك أن دور رب الأسرة كبير في مواجهة تلك المشكلات، فعندما يكون رب الأسرة متابعا جيدا لما يتابعه أبناؤه في مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركتهم في طرح الموضوعات المتعلقة بذلك ومعرفة ميولهم، سواء كانت رياضية أو اجتماعية أو حتى سياسية، ومناقشة ما يدور في تلك الاهتمامات، فعندما يكون لابني مثلاً حساب في تويتر ما المشكلة أن أكون أحد المتابعين له بحسابي الخاص، حالي كحال أي شخص متابع له، وبذلك أكون جزءاً من تفكيره وملاحظاً لسلوكه بطريقة غير مباشرة.
ثانياً غياب دور المدرسة، ليس من الضروري أن يلقي المعلم المادة فقط على طلابه وأن تكون الحصة للمادة فقط، فلو خصص كل معلم جزءاً من الحصة في توعية طلابه بما يدور من تطورات وأحداث وتوضيح المشكلات التي تخص الطالب، وكذلك اهتماماته خارج المدرسة، ومنها توعية الطالب في التواصل الاجتماعي وبيان الأضرار التي تشكل خطراً على سلوكه.
ثالثاً غياب دور الحي والمؤسسات الحكومية بأن يكون بالحي نادٍ ثقافي واجتماعي ورياضي تقام فيه محاضرات وندوات ونشاطات تكون لها أكبر الأثر في توعية الشباب وحل مشكلاتهم.
عالم النت عالم كبير لا يمكن حجبه أو متابعته عن طريق الدولة ولكن بهذه الحلول نستطيع تقنين تلك المشكلة لأضيق الحدود مما يشكل مجتمعاً صالحاً بإذن الله.