موسكو - سعيد طانيوس:
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشاورات هاتفية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تناولت الوضع في سوريا وتصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط، بحسب ما أعلن الكرملين، في وقت كشف فيه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن وفودًا من «الجيش السوري الحر» المناهض للحكومة السورية، زارت موسكو عدة مرات.
وقال الكرملين في بيان، إن الحديث بين «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تم بمبادرة سعودية». وأضاف أن الجانبين «واصلا تبادل الرأي حول مجمل القضايا المرتبطة بتسوية الأزمة السورية بما في ذلك الأفكار التي تم تداولها خلال الاجتماع الرباعي» الذي ضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظراءه الأميركي والسعودي والتركي، الجمعة الماضي في فيينا, بالإضافة إلى ما تلا الاجتماع من لقاءات أخرى جرت بصيغ مختلفة.
وتطرق بوتين وخادم الحرمين أيضاً إلى النزاع بين «إسرائيل» والفلسطينيين، بحسب الكرملين. وتابع البيان أن «الجانبين أعربا عن قلقهما حيال التدهور المتنامي للوضع في إسرائيل وفلسطين». وأشار الكرملين إلى أن خادم الحرمين الشريفين قيَّم عالياً الدور النشيط الذي تلعبه روسيا في دفع العملية السلمية هناك.
وفي الاثناء نقلت وكالات أنباء روسية عن مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف قوله، إن وفودًا من «الجيش السوري الحر» زارت موسكو عدة مرات.
وقالت وكالة «إنترفاكس» إنه أجاب على سؤال «هل زار الجيش الحر (المدعوم من الغرب) موسكو الأسبوع الماضي؟ بالقول: نعم كانوا هنا.. وكانوا هنا أيضاً هذا الأسبوع».
وأضاف: «إنهم هنا طوال الوقت وهم أناس مختلفون البعض يغادر والبعض يأتي لكنهم يقولون جميعاً إنهم ممثلو الجيش السوري الحر».
وفي وقت لاحق، نفى «الائتلاف السوري» المناهض للحكومة التصريحات الروسية. وجاء في بيان صدر عن الائتلاف: «تعقيباً على ما نُسب لمتحدث من وزارة الخارجية الروسية، حول قيام وفد من الجيش السوري الحرّ، بزيارة لموسكو.. ينفي (الائتلاف) نفياً تاماً ما نُشر عن زيارة وفد من الجيش السوري الحرّ إلى موسكو، أو عقد أيّ من مسؤوليه اجتماعات مع مسؤولين روس».
واعتبر «تلك الأنباء بأنها جزء من عملية تضليل للرأي العام، هدفها التغطية على إخفاق العدوان الروسي على الشعب السوري في أسبوعه الرابع، والخسائر التي مُنيت بها قوات الاحتلال الإيرانية، والميليشيات الطائفية التابعة لها».
بدوره، قال «الجيش السوري الحر» إنه لم يرفض عرضاً بدعم عسكري من روسيا، مضيفاً أنه يجب أن تتوقف موسكو عن استهداف قواعده في سوريا.
وقال عصام الريس، أحد المتحدثين باسم «الجيش السوري الحر» لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، إن «الجيش السوري الحر» لم يرفض العرض ولكنه قال إنه إذا كان الروس جادين في عرضهم فعليهم التوقف على الفور عن استهداف قواعده والمناطق المدنية.
وأضاف أن «الجيش السوري الحر» ليس بحاجة الآن للمساعدة وإنما على موسكو التوقف عن مهاجمة قواعده ثم يمكن الحديث عن التعاون في المستقبل.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في مقابلة بثت يوم السبت الماضي، إن السلاح الجوي الروسي الذي يقصف «منظمات إرهابية» في سوريا منذ 30 أيلول - سبتمبر مستعد لمساعدة «الجيش السوري الحر» إذا علم بمكان تمركزه.
وكما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ختام اجتماع فيينا، أن المحادثات بشأن التسوية السورية 23 تشرين الأول- أكتوبر، انتهت على أساس أن «مجموعة الدعم» يمكن توسيعها، ووفقاً له، في «مجموعة دعم» ينبغي تمثيل جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وربما ألمانيا والدول الرئيسية في المنطقة، ومنها مصر وإيران وقطر والإمارات والأردن. وأشار إلى أنه يمكن مشاركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في المفاوضات أيضاً.