عامر بن فهد الصويغ ">
أرض مسرى خير الأنام، مقر الأنبياء ومستقر الأولياء، القبلة الأولى وحمى المسجد الأقصى.
وأنا أعصف برياح ذهني مثيرا لما يختلج في خاطري وما يكمن في ذاكرتي كنت في حال لا أحسد عليه وأجزم أن حالكم سيكون كحالي، كنت كمن أفاق من غيبوبة فبدأ يتساءل أين أنا؟ ولِم لم أحرك ساكنا؟ وكيف نسيت فلسطين!! عجبا حتى استخدامنا للاسم قد قل وندر فنسمع عن غزة والضفة الغربية كذلك الخليل وخان يونس وكأننا رضينا ضمنيا ووافقنا كمن خضع نفسيا للتقسيم والتقاسم ومشاركة الأعداء أرضنا، فعجزنا حتى عن أن ننطق الاسم العام الشامل وارتضينا أسماء القطاعات والمدن.
تأتي الانتفاضة تلو الأخرى كأجراس تدق لتبدد صدى النسيان أو التناسي ولتقصي فكرة الانصياع للذل والهوان، أتت الانتفاضة لترجع صدى القضية ولتفيقنا من غيبوبتنا وسباتنا العميق أو ربما هي صرخات حانقة ووميض من ألم وأمل لشعب سأم أن يعيش شريكا في أرضه.
فلسطين مهد الحضارة ومنارة العلوم والأدب، فلسطين دار الملحمة في نهاية الزمان، فلسطين أرض الأديان السماوية ومنطلق الرسالات، فلسطين أرض الشعر والشعراء، فلسطين ماء عذب وخضرة يانعة وأرض خصبة مباركة، فلسطين حيث يغفو الأطفال على حلم فيصدمون بجدار فاصل وحواجز تمنع من الوصول إلى الأقصى، كما يتمنى الشيوخ صلاة جمعة في الأقصى ولو مرة كل شهر وإن تحقق المراد لم يخلُ ذهابهم وإيابهم من ذل وإهانة ومشي لكيلومترات يعجز عن مشيها الشاب الصحيح وذلك لكثرة الحواجز وإغلاق الطرقات.
فلسطين قضيتنا العادلة وزهرتنا التي وإن ذبلت لن ننسى تعهدها بالسقاية وكذا العناية، وذلك بالدعاء والاستمرار في طرح القضية حتى لا يأتينا زمان يسأل فيه أبناؤنا وبيدهم الخريطة أبي أين فلسطين؟ أعربية هي؟ وما أبدع ما أنشد الدكتور عبدالرحمن العشماوي حين قال:
يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادم
ٌواللِّصُ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
حَجَرُ الصغيررسالةٌ نُقِلَتْ على
ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوان
يا قدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدت
أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ
وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى
إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ
وفي الختام عزاؤنا الوحيد وعد الله سبحان وتعالى بالنصر والتمكين ومن أصدق من الله قيلا.
- الخبر