موسكو - سعيد طانيوس:
أكد مصدر دبلوماسي مصري لوكالة «سبوتنيك» الروسية الحكومية، يوم الاثنين، أن وفداً من المجلس المصري للشئون الخارجية يغادر إلى موسكو في 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لعقد حوار مائدة مستديرة مع عدد من كبار المتخصصين من المجلس الروسي للشئون الدولية والذي يترأسه وزير الخارجية الروسي السابق، ومستشار الرئيس للأمن القومي سابقاً، إيغور إيفانوف.
ويضم الوفد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، ورئيس المجلس السفير محمد شاكر، والرئيس السابق للمجلس السفير عبد الرؤوف الريدي، وسفير مصر لدى موسكو سابقاً السفير عزت سعد.
ومن المقرر أن تتناول المناقشات العلاقات المصرية الروسية، وآفاق تطويرها إلى جانب القضايا الإقليمية وعلى رأسها الازمة السورية وإمكانيات التعاون بشأن تسوية الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، كما ستتطرق المناقشات إلى موضوعات تتعلق بالحوكمة العالمية ووجهات نظر البلدين بشأنها، لاسيما النظام الدولي الراهن ودور الأمم المتحدة في تسوية المنازعات، وموضوعات الإرهاب الدولي والنظام الاقتصادي العالمي وغيرها.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد تسلم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رسالتين نقلهما معالي وزير خارجية المملكة الوزير عادل الجبير الذي التقى أيضا نظيره المصري سامح شكري، قبل أن يتوجه لعقد مباحثات في الشأن السوري مع الرئيس السيسي.
الرسالتان نقلهما الوزير الجبير الذي التقى أيضاً نظيره المصري سامح شكري، قبل أن يتوجه لعقد مباحثات في الشأن السوري مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتشهد كل من القاهرة والرياض حالة من الحراك السياسي المكثف ،عقب دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتوسيع رباعية اجتماع فيينا لكي تشمل دولاً، منها مصر وإيران، وهو الأمر الذى أعقبته زيارات وتحركات عدة في الشرق الأوسط.. ففى الوقت الذى زار فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرياض، حيث التقى بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأطلعه على الرؤية الأميركية للأزمة السورية في إطار ما طرح على الطاولة في اجتماع فيينا، الجمعة الماضية، وهي الزيارة التى تلت زيارة الوزير كيري للعاصمة الأردنية عمان أطلع خلالها الملك الاردني عبدالله الثاني على ما جرى بشأن سوريا، وذلك بعدما أعلنت الاردن تنسيقها عسكريا مع روسيا بشأن سوريا.
القاهرة تستجمع الرؤى من موقفي موسكو والرياض لتعلن موقفها خلال أيام من الافكار التي تم تداولها في فيينا, فالعاصمة المصرية اضحت المحطة الرئيسة الاحد لتحركات التمهيد لفيينا 2 والتى سبقها اتصال هاتفي بين وزيري خارجية روسيا ومصر اطلع لافروف خلاله شكرى على ما تم في اجتماع فيينا الأول وما تريده موسكو من مشاركة كل من مصر وإيران في الاجتماع الثاني المقبل، أما زيارة وزير خارجية المملكة إلى القاهرة فجاءت لتأكيد التنسيق الكامل مع القاهرة عبر اتفاق الجانبين على تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين لتنعقد بشكل ربع سنوى، بدلاً من عقدها كل عام، فضلاً عن إمكانية تكثيف وتيرة انعقادها كلما تطلب الأمر.
وتأكيدا على متانة العلاقات، ونفيا لوجود خلافات بين القاهرة والرياض، اتفق وزيرا الخارجية المصري والسعودى على تفعيل آلية جديدة للمشاورات بين البلدين، وللتنسيق بشأن كيفية التعامل مع التحديات التى تواجهها المنطقة.
ونفت مصر والمملكة وجود خلاف بين البلدين حول الأزمة السورية، مع التشديد على تطابق وجهات النظر فيما يخص حل الأزمة سياسيا. وأكد الوزير الجبير أن هناك تشاورا قائما ومستمرا حول تطبيق وثيقة جنيف 1 بالنسبة للقضية السورية، مشددا على تمسك بلاده بتأسيس هيئة انتقالية تضع دستورا جديدا وتحضر لانتخابات جديدة فى سوريا.
وأوضح الوزير الجبير في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية سامح شكري عقب لقائهما الاحد، أن اجتماع فيينا الذي عُقد الجمعة الماضية بحث محاولات التقريب بين وجهات النظر المختلفة لحل الأزمة، لافتا إلى أن هناك تقاربا بين الأطراف فى المواقف.. إلا أنه أشار بأن التوصل لاتفاق لم يتم بعد، موضحاً أن الجميع يريد «الحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية في سوريا وأن يستطيع الشعب السوري تحديد مصيره».
مراقبون يرون أن عدم إعلان القاهرة مشاركتها في فيينا 2 أمر مستغرب، لكن ربما كان التنسيق السعودي القوي مع مصر تمهيدا لمشاركة مصرية قادمة، وإلى ذلك يشير مساعد وزير الخارجية المصري الاسبق السفير حسين هريدي، موضحا أن القاهرة هى حلقة الوصل المفقودة في فيينا، حيث ستمثل مشاركة مصر بابا لتقريب وجهات النظر بين الرياض وموسكو وواشنطن، خاصة وأن مصر تملك وجهة نظر تقترب من وجهة نظر موسكو، لكنها في الوقت نفسه مقيدة بتنسيق استراتيجي مع الرياض.
وفي وجهة ن ظر مكملة، يرى الخبير في الشؤون الإقليمية الدكتور محمود محيي الدين أن مصر ستعلن منتصف الأسبوع الجارى على الأكثر عن مشاركتها في فيينا 2.
تحركات موسكو والرياض والقاهرة وعمان، وكذا واشنطن وأنقرة جميعها ستفضي إلى حوار جديد في فيينا يمهد لحل سياسي للأزمة السورية, يحافظ على الدولة ويضمن عودة شعبها المهجر، ويقضي على الإرهاب وجماعاته التي لاتزال مواجهتها قائمة على الأرض، وليفرض التدخل الروسي واقعاً جديداً لأطر الحل للأزمة.. بما ينبئ بحل قريب.