د. عبد الرحيم محمود جاموس ">
هذهِ الأرضُ تُشبهنيِ...
ولا تُشبُهكْ...
هذهِ الأرضُ تُنادينيِ...
وتَرفُضك...
هل تَعلمْ...
أنك طارئ عليها...
ثقيل الظل...
تُقبح وجهها الجميل...
تَسرق منها السَلامَ والأحلامْ...
تُصادرُ جمالها الأخَاذْ...
تَسجنُهاَ تَسرقُها...
لَكنهَا لا تُشبهَك...
ترفض أن تنصاع لرغباتك...
ولن تجاري...
تزويرك...
تفضحك...
صباح مساء...
تطلبُ منك الرحيل...
إلى حيثُ كُنتَ...
أو حيثُ تشاءُ...
لا بقاءَ...
لكَ فيها...
خُذْ جُثتكَ وبقاياكَ وارحلْ...
سَتنفجرُ الأرضُ غَضباً...
سَتنفجرُ لَهباً...
تحتَ قَدميكْ...
لن تمنحكَ سلامها المخطوفِ...
ولا أَمنها المُصادرِ...
هي السلامُ...
أضحت بلاَ سلام...
حينَ وطأتها قَدميكَ...
الملطختين بعارِ العُنصريةِ...
والغارقتينَ بدمِ الضحيةِ...
هذهِ الأَرضُ ليِ...
جَوْفُها وَسَماؤُها...
أيضاً لي...
هَلْ تَفهمْ...
سَيُفهمُكَ جيلُ السكاكينِ...
جيل اَلغضب الفلسطينيِ...
إن هذهِ الأرضُ لي...
ولَيستْ لَكْ...
ألا تَفهمْ...
ألا تصحُ...
من نوبة الحمقِ...
وسكرةِ العنفِ...
ورحلةَ الدم النازفِ...
تَكشفُ السرَّ...
المُخبأ في المسجدِ والكنيسةِ...
هنا مهدُ المسيحِ...
وأنتَ صالِبُهْ...
هنا مسرىَ محمدٍ...
هنا الإيمانُ ...
والسلامُ والإنسانُ...
هنا التقاةُ والزهادُ...
هنا كلُ الأخيارِ...
أما أنتَ عابرٌ...
مستخدمٌ مؤقتٌ...
زائلٌ كأيِ عابرٍ...
مثلَ الزكامِ...
في فصلِ الصيفِ...
الأرضُ...
لا زالت تعلن حقيقتها...
تكشفُ هويتها...
هويتي...
وَجهُها وَجهيِ...
أما أنت...
فلا وجه لَك...
ولا الأرضُ تُشبهَكْ...
ولا شَبيهَ لَكْ... .!!!!
- عضو المجلس الوطني الفلسطيني