جلالة الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه من خلال كتابات أمين الريحاني وجون فيلبي وحافظ وهبة ">
كتب - محرر الوراق:
قدم الدكتور خالد بن ضيف الله مظهور الشراري رسالته لنيل درجة الدكتوراه في الجامعة الأردنية بعمان عن الملك عبد العزيز مؤسس هذه البلاد، وكانت تحت عنوان : جلالة الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه من خلال كتابات أمين الريحاني وجون فيلبي وحافظ وهبة».
يقول الشراري في مقدمة رسالته: الواقع أن دراسة شخصية الملك عبد العزيز وسيرته وأعماله في التاريخ المعاصر تعود في أهميتها إلى حقيقة أنه استطاع أن ينشئ دولة مركزية، وأن يوطدّ أركان مملكة بعد أن قضى ما يقرب من ثلاثة عقود من النشاط العسكري والسياسي، الذي شمل معظم أرجاء الجزيرة العربية. ودخل أثناءها أكثر من اثنين وخمسين معركة بين سنتي 1902 -1932، وذلك قبل أن يُتّوج هذه الجهود بإعلان نفسه ملكاً للملكة العربية السعودية عام 1932، بعد أن فرغ بصورة حاسمة من جهوده في توحيد أقاليم الجزيرة العربية الواسعة، وخضعت له وتحت لواء سلطانه بيئاتها المختلفة التي كان يغلب عليها طابع الصراع والتنافس ونزعة الغزو المتبادل، فامتد سلطانه ما بين البحر الأحمر غرباً والخليج العربي شرقاً.
ومما يجد ذكره أن الدكتور الشراري اعتمد بصورة رئيسية على كتابات كل من أمين الريحاني وجون فيلبي وحافظ وهبة، وكان لثلاثتهم علاقة شخصية بالملك عبد العزيز. فالريحاني كان قد سبق له وأن زار الجزيرة العربية أكثر من مرّة، والتقى بعبد العزيز وتوثقت بينهما علاقة صداقة، تبادلا خلالها مراسلات كثيرة. كتب الريحاني كتاب «ملوك العرب»، أفرد فيه حديثاً عن الملك عبدالعزيز، وكتاب «تاريخ نجد الحديث وملحقاته وسيرة الملك عبد العزيز آل سعود». وقد توفرت في هذين الكتابين مادّة وفيرة عن الملك عبد العزيز، وحياته الشخصية ومعاركه وغزواته، وأيضاً علاقته مع الأشراف في الحجاز والعراق وشرقي الأردن وإمارات الخليج العربي.
أمّا فيلبي (والكلام للشراري) فهو أيضاً أصبح صديقاً مقرباً من الملك عبد العزيز، وقد استطالت علاقته معه عدّة عقود. ويمكن تقسيم هذه العلاقة إلى حقبتين: الأولى، وكان أثناءها فيلبي موظفاً رسمياً في الدولة البريطانية، التقى خلالها الملك عبد العزيز بصفته الرسمية تلك مبعوثاً أو وسيطاً في الغالب. أمّا الحقبة الثانية، فتعود إلى الفترة التي استقال فيها فيلبي من الخدمة الحكومية، والتحاقه في الجزيرة العربية واتصاله الدائم مع الملك عبد العزيز إلى أ ن أصبح مقرباً منه ومستشاراً غير رسمي لديه.
كتب فيلبي عدداً من الكتب تمحورت في جلّها حول الملك عبد العزيز والجزيرة العربية عندما قام بعدّة رحلات فيها وأبرزها: «العربية السعودية»، «الذكرى العربية الذهبية»، «أيام عربية»، «تاريخ نجد ودعوة محمد بن عبد الوهاب (السلفية)».
وبالنسبة لحافظ وهبة، فإن علاقته مع الملك عبد العزيز امتدت لنحو ثلاثة عقود، ولكن ما ميز هذه العلاقة عن العلاقتين السابقتين (الريحاني وفيلبي)، هو أن وهبة أصبح واحد من رجالات الملك عبد العزيز المقّربين، وشغل وظيفة مستشار لديه، ووسيطاً له، قبل أن يتنقل في عدّة وظائف حكومية رسمية، كان آخرها وزيراً مُفوضاً فسفيراً للمملكة العربية السعودية للمملكة العربية السعودية في لندن.
كتب حافظ وهبة كتابين هما: «خمسون عاماً في جزيرة العرب» وكتاب «جزيرة العرب في القرن العشرين» سجّل فيهما مادّة وفيرة خصبة عن شخصية الملك عبد العزيز، مولده ونشأته، ومن ثم معركة استعادته للرياض، وكذا معاركة في نجد وصراعه مع ابن رشيد، وحركة ضم الإحساء وعسير والحجاز، وعلاقاته مع بريطانيا والأشراف، وسياسته الداخلية، فضلاً عن معلومات عن الحياة الشخصية والعائلية للملك عبد العزيز.
ويقول الباحث الشراري عن عمله هذا بأنه : وجد في هذه الكتابات مادّة متنوعة عن موضوعات في التاريخ والسياسة والحروب والنزاعات، سلطت الضوء بصورة جيدة على شخصية كان لها أهميتها من الناحية التاريخية.
وقد اجتهد الشراري في رسالته هذه أن يستقصي ويستخرج جُلّ الروايات والأخبار التي وردت في هذه الكتابات، وجمع كل ما تعلق منها، بحياة وسيرة وأعمال الملك عبد العزيز، بالصورة التي تقتضيها مباحث وفصول هذه الدراسة، كما أنه استعان بمراجع أخرى مساندة كلما كان الأمر ضرورياً ويخدم أهداف البحث، لاسيما ما كان منها له علاقة مباشرة بموضوع الدراسة.