موسكو - سعيد طانيوس:
تعاظمت نسبة الروس المتوجسين من خطر التفجيرات والعمليات الإرهابية داخل مدنهم وبلداتهم وقراهم، مع انطلاق العمليات الجوية الروسية في سوريا، فيما تحاول السلطات تعزيز ثقة مواطنيها بقدرة الأجهزة الأمنية والجيش على حماية البلاد من اي خطر ارهابي قد يتهددها بعدما اعلنت الجماعات المسلحة التي تستهدفها الغارات الروسية في سورية عزمها على الانتقام.
وفي هذا الصدد، أجرى «المركز الروسي لاستطلاع الرأي العام» استفتاء وقف فيه على آراء المواطنين ومخاوفهم إزاء الآثار الأمنية التي قد تترتب على البلاد من التدخل الروسي على الاراضي السورية والعمليات الجوية الروسية في سوريا التي يقول الكرملين انها تستهدف مكافحة الإرهاب , وتصفية نحو 4000 مسلح من روسيا ودول الاتحاد السوفيتي التحقوا بصفوف النتظيمات المسلحة هناك.
وخلص تقرير المركز المذكور إلى أن نسبة المرتابين بين الروس من خطر الإرهاب ازدادت مؤخرا قياسا بنهاية العام 2014، وأن 65 في المئة ممن استطلعت آراؤهم يخشون السقوط ضحية للإرهاب، بينما اعتبر 7 في المئة فقط من المستطلعين على أنهم لن يتأذوا وأقرباؤهم من الإرهاب أيا كان.
وكشف التقرير عن أن من يخشون الإرهاب أكثر من غيرهم بين الروس، هم من يتابعون التطورات في سوريا وعلى دراية بمجرياتها وتبعاتها.
ومع ذلك, اشارت تنائج الاستطلاع إلى أنه، ورغم التخوف العام السائد في الشارع الروسي على هذا الصعيد، إلا أن أكثر من 75 في المئة من المواطنين على ثقة تامة بقدرة القيادة والقوى الامنية الروسية على حمايتهم وحماية البلاد من خطر الإرهاب الوافد.
وخلص التقرير إلى أن معظم الروس قلقون حيال خطر «داعش» الإرهابي، بينما يرى 14 في المئة ممن استطلعت آراؤهم أن الولايات المتحدة هي الخطر الأول على روسيا.
في ظل هذه الظروف، بدأ بعض الروس يتساءلون عن تكلفة العملية العسكرية الروسية في سوريا، ومدى تأثيرها على مستوى معيشتهم. غير أن الرئيس الروسي وغيره من المسؤولين الرسميين يكتفون بالقول إن هذه التكلفة زهيدة ولن تؤثر على مستوى معيشة المواطنين. ولا يعرف أحد مقدار هذه التكلفة بالضبط، كما أنه لم يعلن أحد من المسؤولين الحكوميين في روسيا عن حجم الإنفاق الفعلي على الانخراط العسكري في الأراضي السورية. ومن ثم يظل الاستفسار عن ذلك معلقاً، من دون إجابة واضحة أو قاطعة. وكل ما هو معروف، حتى اللحظة، هو زيادة الإنفاق العسكري في مشروع الموازنة الحكومية لعام 2016 بأكثر من خمس مرات مقارنة بالإنفاق الحكومي على البرامج الاجتماعية.