ها هو الموسم الثالث يطل علينا كاتحاديين دون أن نتذوق طعم الفرح وننهل من كؤوس الإنجازات والانتصارات والبطولات المعتادة التي لطالما صال وجال النمور ودأبوا على تحقيقها، فالعميد والبطولات صنوان لا يفترقان، والنمور على صلة وثيقة بسلالم البطولات في كل الملاعب في جدة والرياض والدمام، وأسعدوا جماهيرهم التي بدورها لم تتوان عن الزحف خلف فريقها في مختلف ملاعب المملكة وخارجها، ومنذ آخر بطولة حققها الاتحاد وهي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين منذ أكثر من موسمين، إبان إدارة محمد الفايز التي بعدها عاش الفريق بياتا شتويا طويلا وصياما عن تحقيق أي منجز يذكر يسعد به جماهيره وهو غير المعتاد بالطبع، فأروقة نادي الاتحاد دوماً ما تتزين بالذهب في كل موسم، بل إنه في كثير من الأحيان يحصد الفريق في الموسم الواحد أكثر من بطولة، وبعد ما تحقق هذا المنجز الفخم في عهد إدارة الفايز عاد الاتحاد ليقف خلف الكواليس وهو ما أشعر عشاقه ومحبيه بالضجر كون من اعتاد على صعود منصات التتويج وسلالم الذهب وامتطاء صهوة المجد لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بغير ذلك.
وقبل سنتين تقريباً أتت إدارة جديدة متصدرة المشهد بقيادة إبراهيم البلوي، وحملت معها الكثير من الوعود، إلا أن شيئاً من ذلك لم يتحقق، وأياً من الوعود لم يرَ النور، وفي هذا الموسم تبدل الوضع نوعاً ما، وتعاقدت الإدارة مع جهاز فني ولاعبين أجانب جدد، وتغيير في بعض الأجهزة الإدارية للفريق الأول، وضخ دماء شابة في الفريق الأول، وكل هذا يأتي بعد حصول الإدارة على قرض مالي من أحد البنوك لتسيير أمور النادي وحل بعض مشاكل النادي العالقة، خصوصاً الشكاوى المرفوعة ضد النادي في الفيفا، مع العلم بأن الإدارة وعدت بحل كل المشاكل المادية وبميزانية مفتوحة، ولكن لم نر شيئاً من ذلك يحدث حتى بعد مرور عامين على توليها رئاسة النادي، ما يهم الآن هو أن جميع الاتحاديين ومحبي النادي يهتفون للإدارة واللاعبين بصوت واحد أن الجميع اشتاق للفرح، وأن على الجميع بذل المزيد من الجهد لتتحقق آمال الجماهير العريضة التي دائماً ما تقف خلف الفريق وتدعمه في المدرجات، والدليل ما حصل الموسم الماضي ودعمها خزينة النادي بقرابة 20 مليون ريال من دخل تذاكر المباريات، وحينها حصد الجمهور الاتحادي المركز الأول في الحضور الجماهيري للمباريات مما يضع الاتحاد في المركز الأول جماهيرياً بشهادة شباك التذاكر.
عمر القعيطي - جدة