فاز الهلال ، حقق الهلال ، لطالما ردّدها الزعماء وتغنّت بها المنصّات وتعالت بها الأصوات ، وهنأ بها العشاق. إن تعثّر الهلال تبرز وجوه مقفهرة ، وتتعالى أصوات متشائمة ، فطبيعي أن تجد أصواتاً نشازاً تتعالى لكرهها لنجاحاته ، متواجدين دوماً عند سقطاته ، هم متواجدون على الدوام عند كل عثرة فرحين بكل زلّة فأرقام جديدة يعني ابتعادهم عن مقارعته. حقق الهلال 56 بطولة تعتبر لعشاقه مجداً فاخراً ، وتعد لمنافسيه رقماً صعباً إدراكه ، فمع كل رقم جديد يزداد علو كعبه ، ومادام الهلال يقارع ويحقق فلا شك فإنّ الأرقام والبطولات ستسعد بإنجازاتها عشاقه ، وتضيق الخناق على منافسيه . الآسيوية لها مهر من أرادها بذل الغالي في تحقيقها ، الهلال حتى هذه الساعة لم يكن مستعداً لتسجيل رقمها السابع ضمن إنجازاته ، فتحتاج مدرباً له وزنه ، وتحتاج محترفين على غرار رادوي ونيفيز ووليهمسون ويونغ ، إن وطئت أقدامهم أرض المباراة هزت الخصم قبل أن تقارعهم ، وتحتاج لاعبين يحرثون الأرض مقبلين غير مدبرين ، إن هجموا أوجعوا وإن دافعوا
تصدوا لأعتى من يواجهون ، ترى المدرج لهم مشجعين وعلى القادم منهم مستبشرين واثقين. ما حدث في هذه الآسيوية تسبب به بعض اللاعبين فديقاو تصرفاته هزت دفاع الهلال وشراحيلي عدم انضباطه هز ثقة الدفاع وسلمان الفرج كرته المجاني أفقد ترابط خطوط الهلال في وقت الهلال كان في أشد الاحتياج لخدماتهم . أنا مع قرار الإدارة ودونيس بإبعاد شراحيلي فهنا نقطة نظام، فالانضباط الإيجابي الذاتي مطلب وسياسته يجب أن تحقق وعقوبات مخالفيه يجب أن تصعد، فبعض الشر والمر علاج لأشد الأمراض ورادع له.
أمام الأهلي الإماراتي دخل المدرب بقناعاته ، ودخل اللاعبون بغير اتزان ، تراجعت خطوطه فسمحوا للأهلي بالضغط عليه ، فحقق معها هدفي التقدم والسّبق ، ابتدأ الشوط الثاني فعاد الغائب المنتظر ، حضرت الروح التي فُقدت ، حقق الهلال التعادل ، لكن ما حدث بعدها من تراجع أعاد لكوزمن
وعصبته الحق فهاجموا وحققوا بثلاثيتهم ما كانوا يسعون لتحققه في وقت قاتل ، فحققوا أبعد ماكانو يقصدون فوصلوا لنهائي آسيوي كان جمهور وإدارة وكيان الهلال يسعى لتحقيقه والفوز بمقعده. نسخة مكررة بأخطاء جديدة تعلم الكيان منها كما تعلم من سابقاتها من النسخ، فعدنا معه من جديد بخفي حنين لنعود مع صفر اليدين نتدارس الأخطاء ونعيد الكرة لعلنا أن نحقق ما أتعبتنا فيها آسيا وبطولتها .
الهلال لن يعود لتحقيق العصية الآسيوية إلا إن عزم الجميع وبلا استثناء لتحقيق ما صعب وأبى ، فليس هنالك مستحيل بل هنالك تحدٍّ جديد ..
- محمد الموسى