عبد الرحمن الشلفان ">
هذا التناهي في استهداف الأمة العربية وما صار له من آثار مدمرة في بعض أقطارها أما من سبيل لصده ورده عن فعل المزيد؟ إنه وقد تحول إلى ما هو الأشد من العبث الذي كان من شأنه إثارة الخلافات المذهبية والطائفية إلى الحروب الأهلية بين طوائف مجتمع الوطن الواحد؛ ما صار إلى تجاوز أولئك المحرضين ومثيري الفتن لحدود تلك الأقطار العربية؛ ليصير الدعم لهذه الطائفة ضد الأخرى فعلاً لم يعد خافياً على أحد، وقد صارت دولة الفرس الصفوية صاحبة الشأن فيه مثلما فعلها في كل من العراق وسوريا واليمن. كل ذلك فيما الأمة العربية، أو لنقل البعض من حكوماتها، غير مكترثة بما يحدث، فيما هو يزداد خطورة، ولاسيما بعد أن استُميل البعض من الدول الكبرى لكي تحشر أنوفها فيه، مثل روسيا والصين، ولا ننسى غيرها كالولايات المتحدة الأمريكية. فيما كان من المفروض وضع فكرة القوات العربية المشتركة موضع التنفيذ الفوري، وتمكينها من المساهمة في الحل لتلك الخلافات العربية، بدلاً من استعانة أحد الأطراف بالأجنبي لمحاربة الطرف الآخر، فيما هم مكون لوطن واحد، وتجمعهم الغايات والأهداف المشتركة والوطن الواحد. أين حكماء الأمة وذوو الرأي والأفهام فيها؟ ولماذا أخليت المساحات للمغامرين وفقراء المواهب والقدرات من ناتج سنوات الضياع الكبيرة، التي كانت خلالها تلك الشعوب العربية مسرحاً لعبث المتسلقين من جهابذة الصراع على السلطة، والمتاجرة بقضايا الأمة ومشاعر المواطنين من خلال ما كان من تلك الشعارات الفارغة المضمون. لقد آن للأمة أن تقف وقفة الحزم والعزم، وأن تواجه مخاطر ما يراد بها من خلال تلك التدخلات الأجنبية، وقبل فوات الأوان.