الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
أبرز نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز العمري أهمية الانتخابات البلدية للمجتمع وضرورة مشاركة الرجال والنساء فيها بوصفها استجابة لتطوُّر التنظيم البلدي في المملكة، كما أنها تشكِّل تنسيقاً طبيعياً بين المجتمع ومسؤوليه، مبيناً أن الانتخابات البلدية فيها تطوير للوعي العام بقضايا الوطن والمواطن. جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها الدكتور العمري في مجلس حمد الجاسر، وأدار النقاش فيها المهندس عيسى العيسى. وأشار المحاضر إلى أن المجالس البلدية مؤسسات مدنية حديثة يُمثَّل فيها المواطن مباشرةً وباختياره، ولها دور كبير في المجتمعات المتحضِّرة، كما أن النظام أعطاها صلاحيات واسعة فيما يتعلق بالرقابة وإقرار الخدمات البلدية المختلفة. وأوضح أن المملكة عاشت قبل أكثر من عشر سنوات أجواءً خاصةً لأول مرة إذ جرت انتخابات المجالس البلدية في شتى أنحاء المملكة بمدنها وبلدانها ذات المستويات المختلفة، وحظيت تلك الانتخابات بتغطية إعلامية محلية وإقليمية وعالمية، حيث بدأت تلك التجربة العملية تؤتي ثمارها بتشكيل المجالس البلدية ولجانها للنهوض بمهامها المختلفة التي حدَّدتها لها اللوائح والأنظمة والتعليمات.
وقال : إنه لاحظ - كما لاحظ غيره - نجاح تجربة الانتخابات وتنظيمها، وما جرى فيها من احترام متبادل وانضباط كبير، سواء في الحملات وإدارة العملية الانتخابية أو في إعلان النتائج، فكانت محل تقدير جميع الراصدين، وستبقى صفحة بيضاء لمن عملوا على تنظيمها ونجاحها.
كما تحدَّث الدكتور العمري عن الشورى واستمرار الأمة في هذا المنهج عبر العصور الإسلامية المختلفة، مشيرًا إلى أنه مبدأ مبارَك في اختيار الأشخاص والوصول إلى الرأي الصائب في المواقف المختلفة، لافتاً إلى أن مبدأ الشورى حظي باهتمام خاص فيما كتبه الفقهاء في مجال السياسة الشرعية. وأوضح أن الانتخابات نوع من الممارسة العملية في اختيار الأشخاص لعمل معيَّن، بوسائل مختلفة من نظام لنظام ومن عصر لعصر، وقد حاول بعض الباحثين في السياسة الشرعية الربط بين نظام الانتخابات العام المطبَّق في الدول الحديثة، وبين مبدأ الشورى في الإسلام، واستدلُّوا على ذلك بشواهد شرعية مختلفة. وأشار المداخلون في ختام المحاضرة إلى ضرورة الاهتمام بالتوعية مشيدين بدور المرأة وما قدمته من خلال مشاركتها في مجلس الشورى.