تكوين لجنة لإصلاح ذات البين العلمية للحد من الصراعات الفكرية ">
الطائف - خاص بـ«الجزيرة»:
طالب باحث علمي وداعية بأهمية إنشاء لجنة «إصلاح ذات البين العلمية» على غرار لجان «إصلاح ذات البين» في مناطق المملكة، ويكون في اللجنة العلمية مختصون من: هيئة كبار العلماء، ووزارة العدل، ووزارة الشؤون الإسلامية، والأمن العام.
وتكون مهمة هذه اللجنة الأساسية: الاستدعاء السريع لكلّ شخصيتين علميتين متناحرتين في الواقع السعودي لاختلافهما «حراك ذائع» وتبع كلّ واحد منهما خلق كثير، ولا أعني كلّ خلاف، ولكن أريد الخلاف الذي يثير الرأي العام، وتتحرك بها وسائل الإعلام، فيجتمعون باللجنة آنفة الذكر، وتبيّن الحجج، ويمحص الحق، ويقال للمصيب أصبتَ وإن أخطأت في أسلوب الإنكار، ويقال للمخطئ أخطأت وعليك إعلان الرجوع عن قولك، ثم يصدر بموجب ذلك بيان يختم به الخلاف والنزاع، ويكف الجهال عن مزيد الكلام فيه، والنفع بذلك كبير، ولو لم يكن فيه إلا هيبة الخاصة من الوقوع في الصراعات التي أثارت العامة، لكان هذا خيراً كثيراً.
واستشهد الشيخ بدر بن علي العتيبي مدير مركز الدعوة والإرشاد بالطائف بالآية الكريمة:
{وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128] وصلى الله وسلم على نبينا محمد القائل: «أَلا أُخبِرُكُم بأفضل من درجةِ الصيامِ، والصلاةِ، والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قال: صَلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فَإِن فسادَ ذَاتِ البَيْنِ هي الحَالِقَةُ». أخرجه الترمذي، وأبو داود. وفي الصحيح عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-:
«أَن أهلَ قُبَاءَ اقْتَتَلوا حتى تَرَامَوْا بالحجارةِ، فأُخْبِرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: اذهبوا بنا نُصْلِحْ بينهم».
وقال الداعية العتيبي إنه لا يخفى على الناظر ما يتفاقم يوماً بعد يوم بين أبناء المسلمين، الخاصة منهم والعامة اليوم من تناحر وشتات، وفرقة واختلاف، حيث كان الصراع قبل عقدين مغلقاً مغلفاً على خاصة الخاصة، واليوم؛ مع برامج التواصل الاجتماعي، دخل في الصراع، والتنابز بالألقاب، والتناحر والشتات، الرجال والنساء، والصبيان والحمقى، والمغرضين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويدخل معهم في الصراع من يشار إليه بالعلم والديانة، والحسبة والدعوة، ومن أهل الضلال والغرض الفاسد من يسره هذا الاضطراب، وما يسمى اليوم بـ»الحراك الاجتماعي» ليدخل كل مخالف بمخالفته ولو كانت الزندقة الصريحة، والحمل كبير على من بيده زمام السلطة والعلم والتوجيه، وأخص أولئك هيئة كبار العلماء، ولم أعد أرى أن جهودهم واقفة عند الكلام العابر في فتوى أو طرف محاضرة، فكل الأطراف اليوم باتت تستشهد بكلام هيئة كبار العلماء، وكلهم يزعم أنهم معهم! وبين حين وآخر ينزل لنا مقطع صوتي، وفتوى جديدة، تحذير الشيخ فلان من فلان! وبعد أيام الشيخ نفسه يفتي بما يبطل قول الآخر، فيطير بها الفريق الآخر.