آدم ">
حدسي يزلُّ صراطًا مدَّه القدرُ
ومعصمي قائمٌ ما فكَّهُ ضجرُ
أسعى وتحتي رقاعٌ -مُزِّقت- وطنٌ
أنا السماء ودمعاتي لهم مطرُ
هذي الحياةُ تُخومٌ لا حراكَ بها
كما محيطانِ مُجَّت فيهِما جُزُرُ
بعضي يخالفُ بعضي كلما رَمَقَت
عيناي، تقدح في مرآتها الصورُ
تكاد تجترُّ ذكراي الأسى حِمماً
من باتَ يعرك ذي الدنيا ويقتدرُ
مذ كنتُ لا نَفرٌ قربي وبي ترفٌ
قسراً تمكن منِّي حُبُّ من غدروا
فالتفَّ ضِلعي على نعمائه نزقًا
حيرانَ يخصِفُ ممّا أسدلَ الشجرُ
أنثى تمُدُّ الى عينيَّ بسمتها
فتقطِفُ القلبَ حُرًّا ما به أُطُرُ
خانت هواي اذا أعطتُه مسمعَهَا
صَرَختُ نورًا وأعمى أذنها الوقرُ
لما تسَّلقَ قصراً كنت أملكه
حُبًّا، على شرفاتِ القلب يُبتدَرُ
تفاحةٌ حاكَتِ الدنيا برُمَّتها
خَطَّت حدودًا وقالت دونها انتشروا
أُنفَى ويحكمني ذنبي فألعنه
يقهقه الذنب نارًا يدمع الشررُ
مكبَّلٌ في جواد البحث عن هدفٍ
امضي، وخلفي يدبُّ اليأس يختفر
أزجى الى قاعة الأعوام محتفلًا
أرنو لراقصةٍ بالعمر تعتَمِرُ
و الناي يرقص أنغاما مدوزنةً
للدهرِ يعزفها والعشق ينهمرُ
بؤساً لمن كان في الأعداء مجلسه
من باع موطنَه بخساً ومنه شروا
مهلا أقلِّي فما جاوزتِني شرفًا
إن الأعادي لتوفي مهرَ من فجروا
صنوانَ في هذه الدنيا مقارفةً
للذنب، من أنفذوا أمراً ومن أمروا
تالله ما بزّهم سوءًا بفعلهمو
الا الذين على آثارهم حضروا
بحثت عن آدمٍ في الجوف أسأله
ترى نفيت أم الأوطان تحتضَرُ
- مجاهد الكاروري