تشرّد (إلى عذاب اللاجئين السوريين) ">
بطونٌ يطوف الجوع فيها، ويسرجُ
شحوباً حقوداً بالمعاناة يمزجُ
خيامٌ.. يبوح الضَّعْفُ عن لين صبرها
تئنُّ، وأخلاق المدى تتحرّجُ
يحاصرهمْ طقسٌ تعشّى بجلدهمْ
على سُفْرَةِ الأشواك.. والفقر مزعجُ
صقيعٌ.. تمادى في صعود جنونهِ
له قسوةٌ من فائض الغلّ تُنْتَجُ
يعضُّ على إقدامه كـ (محاربٍ)
(تعنتر).. حتى صار للبرد منهجُ
صقيعٌ.. كأنّ الريح عبدٌ لرأيهِ
تؤدّبهمْ بالزمهرير، وتسمجُ
تقصّ أماسيهمْ.. فلا تحبل المنى
بضوءٍ من الفأل المنقّح ينضجُ
يثبّطهمْ نحسٌ من الغمّ يغتني
ويعصرهمْ بؤسٌ من الهمّ يخرجُ
ومن يأسهمْ.. باع التشرّد قصّةً
يروقُ لـ (عزرائيل) منها نموذجُ
كأنّ النجوم السُّود تبدو قصيدةً
لحسْراتهمْ.. لكنّها تتلجلجُ
يخطّ الأسى في القهر مليون صرخةٍ
سقتها ذقون الظلم.. والحال أعرجُ
وحنجرةٌ قد أذبلتها مواجعٌ
لعلّ استماع القلب للقلب أحوجُ
تراجيديا الأحزان تنهب عمرهمْ
وإيمانهمْ باليسر لا يتوهّجُ
وفي طفرة الأشجان.. باتتْ جروحهمْ
رفوفاً على خدّ الحقيقة تنشجُ
خمولٌ على الأشياء.. يغبط صبرهمْ
لأنّ ربى الآلام لا تتدحرجُ
جحيميّة الأوضاع.. تشوي نفوسهمْ
بإعصار مأساةٍ رعاها التشنّجُ
يراقبهمْ بذلٌ يخاف عقوبةً
عطاءاته مخنوقة تتفرّجُ
يراعي اتّهامات الزمان، وتستحي
عواطفهُ.. والصدق فيها متوّجُ
يشيخ سؤالٌ بين (ماذا)، و(كم)، (إلى)
(متى)، (أين)؟.. لكنّ الجواب مسيّجُ
إلى سيّد الأكوان.. يرنو دعاؤهمْ
عسى تمطر الشكوى انفراجاً، وتُفرجُ
حاتم الجديبا
الرياض @hatempoet