سياسة المملكة في المحافظة على حصتها في سوق النفط «أتت أُكلها» ">
الجزيرة - الرياض:
أكد تقرير اقتصادي حديث، نجاح سياسة المملكة الرامية إلى المحافظة على حصتها في أسواق النفط العالمية، مشيراً إلى أنها «أتت أكلها بالفعل»، حيث ارتفعت صادرات الخام السعودي لتعادل 8,1% من السوق العالمية بعد هبوطها إلى 7,9% عام 2014. وأشار التقرير إلى أن سياسة المحافظة على الحصة السوقية بالنسبة للمملكة تعد الآن «أولوية أكبر»، حتى مقارنة بذلك الوقت الذي بدأت فيه أسعار النفط بالهبوط في النصف الثاني من 2014، وأكد التقرير الصادر عن «جدوى للاستثمار» أنه من غير المتوقع أن تُقدِم المملكة على تغيير هذه الاستراتيجية. واستدل على ذلك، بالتوقعات بأن تقوم المملكة بخفض أسعارها لبيع الخام إلى دول آسيا في نوفمبر القادم».
واستبعد التقرير وجود فرصة كبيرة لارتفاع أسعار النفط في ظل التوقعات ببقاء فائض الامدادات العالمية فوق مستوى مليون برميل يومياً خلال الربع الأخير من 2015، مؤكداً أن توقعات الطلب على النفط ستكون «متواضعة» في 2015، ومطلع 2016. وقال: من المستبعد أن تحقق أسعار النفط ارتفاعاً كبيراً قبل 2017».
وفي الوقت الذي توقع فيه التقرير بعض التراجع في حجم استهلاك الخام في المملكة في الربع الأخير من 2015 نتيجة لضعف الطلب الموسمي، توقع أن يبلغ متوسط الاستهلاك المحلي في المملكة لعام 2015 ككل و2016 نحو 2,7 مليون برميل يومياً. وأشار التقرير إلى ارتفاع صادرات المملكة من الخام خلال الفترة من بداية العام وحتى أغسطس بنسبة 2%، على أساس المقارنة السنوية، لتصل إلى 7,38 مليون برميل في اليوم.
وأشار التقرير إلى بيانات أوبك التي تؤكد زيادة إنتاج المملكة من الخام 5% في الربع الثالث لعام 2015، على أساس سنوي، بمتوسط إنتاج يومي بلغ 10,2مليون برميل. وتوقع التقرير مزيداً من التراجع في إمدادات النفط من خارج أوبك في الربع الأخير من 2015، ما يؤدي إلى تباطؤ في النمو السنوي في إنتاج النفط خلال 2015، متوقعاً أن تبقى صادرات السعودية من النفط قريبة من المستويات الحالية التي بلغت 7,38 مليون برميل في اليوم، خلال الفترة المتبقية من 2015 وعام 2016، وذلك في ظل عدم تغيير المملكة لاستراتيجيتها الخاصة بالمحافظة على حصتها السوقية.
وأوضح التقرير أن المنافسة على الحصص السوقية بين أعضاء أوبك، ستؤدي كذلك إلى زيادات سنوية في الإمدادات من المنظمة، خلال عامي 2015 و2016 على حد سواء، وستسهم في الإبقاء على سوق النفط «متخمة». وكانت السعودية والعراق سجلتا أكبر زيادة سنوية في إمدادات أوبك خلال الربع الثالث، ما أدى إلى ارتفاع إجمالي إنتاج المنظمة إلى أعلى مستوى له في عامين، عند 32 مليون برميل يومياً. ويتوقع أن يبقى إنتاج أوبك مرتفعاً عند ذلك المستوى خلال 2015 و 2016، بسبب المنافسة بين الأعضاء للمحافظة على الحصص السوقية.
وتتوقع بيانات أوبك حدوث زيادة سنوية في الطلب على النفط في الصين بنسبة 3,6%، وفي الهند بـ3,7%، وفي الشرق الأوسط بنسبة 2,5%. وخلص التقرير إلى أن استمرار نمو الاقتصاد العالمي بوتيرة متواضعة سيؤدي إلى نمو في الطب العالمي على النفط بنحو 1,4% للعام 2015 ككل، على أساس المقارنة السنوية، مع معدلات نمو سنوي مشابهة في 2016.