المشاركون في ملتقى (أثر الأوقاف في دعم الجمعيات الخيرية) يؤكدون أهمية انتشار ثقافة الأوقاف الخيرية ">
الجزيرة - المحليات:
بالإنابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، رحب الأستاذ عوض بن عبد الله الغامدي الأمين العام للجمعية بالمتحدثين والمشاركين في ملتقى (أثر الأوقاف في دعم واستمرار الجمعيات الخيرية)، الذي نظمه نادي المسؤولية الاجتماعية بجامعة الملك سعود بالتعاون مع جمعية الأطفال المعوقين، وعُقد مساء الاثنين 6 محرم، الموافق 19 أكتوبر، بمقر الجمعية بالرياض. معرباً عن شكره وتقديره للمشاركين والمسؤولين الذين أثروا الملتقى بكلماتهم التي بيّنت الكثير من أهمية الوقف في المجتمع وللجمعيات الخيرية.
وقال عوض الغامدي في كلمته في افتتاح أولى فعاليات الملتقى التي أدارها الإعلامي محمد الدخيني: إن الجمعيات الخيرية تواجه تحدياً صعباً، يهدد استمرارية خدماتها المجانية، وإيصالها إلى من يحتاج إليها، إزاء عدم توافر مصادر تمويل ثابتة، تسهم في تمويل تلك الخدمات. مشيراً إلى أن الجمعية عملت على مواجهة ذلك التحدي من خلال تبني استراتيجية لمشروعات الاستثمار الخيري، وقد توج ذلك بتفضل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بتدشين مشروعها الخيري الاستثماري «خير مكة» في العاصمة المقدسة.
وأوضح الغامدي: انطلقت في خطة متكاملة لتنمية مواردها لإنشاء مشروعات استثمارية خيرية، يساهم ريعها في نسبة من الميزانيات التشغيلية لمراكزها؛ وذلك لضمان تأمين موارد ثابتة لتمويل خدماتها المجانية المتخصصة لمنسوبيها من الأطفال المعوقين، ومواكبة امتداد مظلة خدمات الجمعية لمختلف مناطق المملكة بإنشاء مراكز جديدة، إضافة إلى مشروعات التوسعات في خدماتها لاستيعاب قوائم انتظار الأطفال للاستفادة من هذه الخدمات. وقد استمرت الجمعية في التوسع في مشروعاتها الاستثمارية الخيرية، خاصة بعد تضاعف ميزانيتها التشغيلية لتصل إلى 120 مليون ريال.
وأكد الشيخ سعد بن صالح اليحيى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون الأوقاف، الذي شارك بورقة عمل في الندوة، أن دور وزارة الشؤون الإسلامية في تنظيم الأوقاف دور رئيس وجوهري، باعتبار أن الوزارة ممثلة في وكالتها لشؤون الأوقاف هي الجهة المنوط بها جميع أمور الأوقاف الخيرية في المملكة. مشيراً إلى أن ما تقدمه الوزارة من تسهيلات للجمعيات يتوقف على ما هو منوط بها من اختصاصات وصلاحيات تتعلق بهذا الشأن دون تدخل منها في شؤون تلك الجمعيات إلا في حدود ما تطلبه الجمعيات من الوزارة من استشارات وغيرها.
وقال الشيخ اليحيى: إن الدولة حرصت ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد منذ نشأتها على أن تولي تنظيم الأوقاف جل اهتمامها وعنايتها انطلاقاً من واجبها في ذلك، والرسالة السامية المنوطة بها في مجال أعمال الأوقاف، ومن المكانة الكبيرة التي تحظى بها الأوقاف في شرع الله تعالى. موضحاً أن الوزارة لذلك اهتمت بالأوقاف، خاصة من النواحي التنظيمية والإدارية؛ وذلك استكمالاً للأسس العظيمة التي وضعها المؤسس الملك عبد العزيز - يرحمه الله - للأوقاف؛ إذ حرص - يرحمه الله - على وضع نظام دقيق وشامل لتوزيع الصدقات على مستحقيها لتحقيق الغايات الشرعية من الوقف.
ومن جانبه، قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض: انطلاقاً من عنوان الملتقى، وهو أثر الأوقاف في دعم واستمرار الجمعيات الخيرية، فإنه لا توجد جمعية خيرية في المملكة أقفلت من أجل المال في هذه البلاد المباركة. وإن الدولة - وفقها الله - وضعت أنظمة وقوانين، وأطلقت أيدي الناس في العمل بضوابط محددة ومعينة. مؤكداً أن الحاجة إلى الوقف في أيامنا هذه حاجة ملحة وماسة، وأكثر إلحاحاً مما مضى، ونحن في حاجة إلى نشر ثقافة الأوقاف الخيرية بين أفراد المجتمع.
وأوضح الشيخ الهذلول أن الوقف في التاريخ الإسلامي كان له دور كبير في النهضة العلمية والفكرية والخدمات الصحية والمعيشية في عصور طويلة للأمة، خاصة أن الدولة الإسلامية كانت في وقت مضى ليس بها وزارات للتعليم، وكان التعليم ممولاً من الأوقاف، وأن الكثير من الخدمات في الدول الإسلامية كانت ممولة من الأوقاف. مشيراً إلى أن الباحثين يعتبرون الأوقاف أحد الأسس المهمة للنهضة الإسلامية الشاملة.
ومن جهة أخرى، قال الأستاذ بدر بن محمد الراجحي رئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بمجلس الغرف السعودية: إن انتشار ثقافة الأوقاف شهد نمواً في السنوات الأخيرة في السعودية، ورغم ذلك نحتاج إلى المزيد من ثقافة المجتمع بالأوقاف بداية من النشء حتى كبار السن، وإيضاح أهمية مساهمة الجميع في الأوقاف؛ لما لها من أجر عظيم عند الله - عز وجل -.
وأضاف الراجحي بأن انتشار الأوقاف يحتاج إلى بيئة، والحمد لله في المملكة تتوافر هذه البيئة؛ لما فيها من خير عظيم وحب للخير. ونحن - ولله الحمد - شعب متدين، وإعلامنا هم أبناء الوطن، ويهمهم تلبية حاجة المجتمع من معوقين وغيرهم. مؤكداً أننا ما زلنا في بداية الطريق في تطوير بيئة نشر ثقافة الأوقاف، وأهمها في قطاع التعليم؛ إذ إن التعليم هو أساس أي علم.
جدير بالذكر أن فعاليات الملتقى تضمنت أيضاً دورة تدريبية، تحمل اسم (كيف تسوق وقفك الخيري)، قدمها الإعلامي والمدرب المعتمد فهد الفهيد. وقد تطرق إلى عدد من التجارب الناجحة في مجال الأوقاف، منها تجربة الجمعية في أوقاف مكة، التي دشنها الملك سلمان، وأوقاف جامعة الملك سعود التي نجحت بشكل كبير.
كما يُذكر أن هذا الملتقى يأتي امتداداً للشراكة بين النادي والجمعية، التي أسفرت عن عدد كبير ومميز من الملتقيات والندوات، طرحت الكثير من التجارب والرؤى الجديدة والمستجدة في أساليب ووسائل العمل الخيري. وقد ساهم ذلك في تطوير وتحديث العديد من الجمعيات من خلال ملامسة احتياجات الجمعيات، ومساعدتها على تفعيل رسالتها الإنسانية.
وقد حظي الملتقى بحضور كثيف وتفاعل مميز من قِبل المسؤولين في الجمعيات الخيرية والعاملين في مجال العمل الخيري والمهتمين بمجال الوقف. وقد ساهم البنك الفرنسي في رعاية الملتقى رعاية رئيسية، كما كانت شركة الكهرباء الراعي الذهبي.
وفي نهاية الملتقى تم تسليم الدروع للمشاركين والرعاة.
وفي هذا الصدد رفع المشرف العام على الملتقى الأستاذ إبراهيم المعطش شكره وتقديره للأمير سلطان بن سلمان على دعمه الكبير لتقدم الجمعيات الخيرية، وإتاحة الفرصة للاستفادة من خبرات جمعية الأطفال المعوقين، واحتضان كل ما فيه تطوير للجمعيات. كما قدم شكره لمعالي مدير الجامعة د. بدران العمر الذي تابع تفاصيل الملتقى حتى يخرج بهذه الصورة المشرفة والمميزة والحضور الكثيف الذي يدل على تفاعل المسؤولين في الجمعيات لكل ما فيه تقدم للعمل الخيري.
كما قدم شكره للمشاركين في الملتقى في الندوة والدورة والتجارب.