مثل ما تستوحش الريح وتهز الغصون
المشاعر كل ما استوحشت هزَّت مساي
يا مسا الغيَّاب.. واللي نسوا لا يرجعون
وعلّقوني في مدارات ذكراي وأساي!
لا غدا الواقع: خيالات.. وأيامي ظنون
أتنفس حيرة العمر.. وأتلمس شقاي
ذكرياتٍ توجع القلب.. وتلفّ العيون
تسرق اللحظات منِّي.. وترميني وراي
وحدها الذكرى: وفيّة ولا يمكن تخون
لا غزاني الحزن مرّت تذكّرني هناي
إيه يا حزن الأماكن وايقاع السكون
لا عزفها الليل ما يمسح الدمعة سواي
ليت للغيّاب رجعة وعشقي ذا شجون
لو يجون أرمي عليهم سنينٍ من ظمأي
ليتهم عن حزن الأيام فيني - يعلمون
ليتهم يقرون - ما لا كتبته- من وفاي
كم غديرٍ جفّف الروح وأعياها طعون
ما شربت إلاّ سهادي وكان الصبر.. ماي
آه.. والغيّاب لو هم نسوني يذكرون
في شتا الأيام حضني.. وما يبعث دفاي
مثل ما اذكرهم ولا أنسى حكايات الجنون
آتبلل من نداهم ويغرقهم نداي
هو خطا الغيّاب عمرٍ بلا داعي يهون
أو خطا الأيام فرحة؟ ونزواتي خطاي!
موجعه بعض التفاصيل لاصارت تمون
لا غدا قلب المحب أشبه الأشياء بـ ناي!
وكل ما الريح استباحت وعاتت بـ الغصون
يستبيح الشوق قلبي ويعبث في مساي
- الشاعر/ زايد الرويس