حصة صالح الخنيني ">
الوطن هو المكان الذي تهوي إليه القلوب وتألفه النفوس، ليس في دنيا البشر فحسب، بل حتى الحيوانات تجدها تتكيف في بيئتها وتتمسك بها وربما تموت إن أجبرت على تركه، وحتى النبات يذبل في غير موطنه ويصبح هشيماً تذوره الرياح، وهذا هو ديدن كل الكائنات الحية، ومحبة الوطن ليست مجرد كلمات نتغنى بها، أو أهازيجاً نرددها، أو أناشيداً نحفظها لصغارنا، وليست مجرد حكاية أو رواية تسطر على الورق، أو كلمات وعبارات تلقى في المناسبات، بل إن حبه يستوطن القلوب ويسري في العروق ويخالط الدماء، حبه مبدأ وغاية، حبه مشاعر وأحاسيس، حبه ولاء وانتماء، ذلك ما يشعر به كل إنسان مخلص لوطنه، فكيف ببلادي التي أرها فريدة عصرها، لا يضاهيها أو يجاريها وطن في كل المزايا والمقومات.
إن مشاعري تجاه وطني أمواج حب وعشق تتلاطم بين أضلعي وفي سويداء قلبي، وفي مناسبة اليوم الوطني أتذكر نعمة الله علينا بهذا الأمن والرخاء والقوة والترابط أتذكر ما قدمه الملك المؤسس من تضحيات كبيرة في سبيل تحقيق ما ننعم به من استقرار وازدهار، احتفل بهذا اليوم بعيداً عن الغوغائية والفوضى، رحم الله الملك عبدالعزيز فلقد استطاع أن يغرس حبه في كل القلوب وإن لم تره، عرفاناً بجميله وكبير عطائه، حماك الله يا وطني، وستبقى شامخاً نذود عن حياضك وندافع عن كيانك، وسنسعى بكل ما أوتينا من قوة للدفاع عن ترابك الطاهر، والحفاظ على أمنك ومقدراتك مهما كلفنا الأمر، ولن يضرك إن كان من بين أبنائك عاق لك وناكر لجميلك فهؤلاء لن يضروا إلا أنفسهم، ولم يجن عليهم إلا الجهل والانحراف وسوء التقدير.