كتب - المحرر الفني:
قد لا يعلم كثير من السعوديين أن خليل بن إبراهيم الروّاف (1895-2000) القادم من بريدة هو أول عربي سجَّل نفسه كأول ممثل في سينما هوليوود، من خلال مشاركته في فيلم «آI Cover the War»، الذي عرض سنة 1937م.
وقد لا يعلم كثير من المهتمين أن الممثل الأديب علي الهويريني هو أول سعودي يحصل على «إجازة» في الإخراج السينمائي من هوليوود، إذ سجّل نفسه كأول سعودي تخرج من جامعة (Columbia College Hollyood) سنة 1985م.
أما اليوم فنحن أمام حالة أخرى «مضيئة» تتجسّد في المنتج محمد التركي، الذي درس صناعة الفيلم خلال دراسته في جامعة ريجنت بلندن، لينطلق بعدها نحو عالم «الفن السابع»، منتجاً أول فيلم في رحلته سنة 2010م، وبالمناسبة فإن التركي مواليد سنة 1986م.
محمد التركي بهذه القوة والإرادة دخل «عش الدبابير» في صناعة السينما الأمريكية، التي تمتاز بالتحالفات «القوية» والتكتل ضد أي مشروع منتج جديد، وهو بذلك الإصرار أنتج مجموعة من الأفلام ذات البعد الإنساني والأخلاقي.
التركي دخل دائرة الإنتاج السينمائي سنة 2010م، بالفيلم المستقل «The Imperialists Are Still Alive» للمخرجة البريطانية زينا دورا، وحاز على تقدير عالٍ في مهرجان صندانس كما حقق الجائزة الأولى في مهرجان وارسو السينمائي، والمهرجان السينمائي الآسيوي الأمريكي، أما هو فيرى أن فيلم «Arbitrage» من بطولة ريتشارد غير، قد فتح أمامه «بوابة» هوليوود.
محمد التركي يمتلك اليوم علاقات «أخطبوطية» مع صنّاع السينما العالمية وأشهر ممثليها، وصنع لنفسه «خانة» جيدة، كتفاً بكتف مع «أباطرة» العجلة السينمائية هناك، إذن فنحن اليوم سعداء جداً بالمنتج السينمائي السعودي محمد التركي.
وخلال خمس سنوات فقط، بات التركي منتجاً لأفلام نجوم الصف الأول الأمريكي، وله من الإنتاج فيلم (99homes)، لكن الفيلم الذي جعل نجمه يصعد ويعتز به كثيراً هو فيلم (Arbitrage) الذي حقق ما يزيد على 40 مليون دولار.
طموح محمد التركي لم يقف عند هذا الحد، لكنه على استعداد تام أن يقدّم مواهب عربية في التمثيل أو الإخراج إلى حديقة هوليوود، لذلك فكأنه يرمي بالكرة في ملعب أسماء عربية لتقديمها هناك، ولعلَّ نادين لبكي والسعودية هيفاء المنصور أقرب هذه النماذج بأن أعلن اسميهما صراحة في أحد اللقاءات.
محمد التركي لديه جدول أعمال «محدد»، وهذا جزء من نجاحات الفرد، ويطمح في إنتاج خمسة أفلام بالسنة، هذا جيد، لكننا نرغب في أن يخصص فيلماً أو اثنين للمشاهد العربي، وما يلفت انتباهي أنه عازم على دخول الأوسكار القادم سنة 2016م.
محمد التركي ينصح الشباب الـ «مهموم» بالسينما، بعدم الاستسلام طالما يملكون حلماً، وبالصبر والقناعة في أعمالهم والمشاركة في المهرجانات العربية، ومحاولة التعرّف إلى كل من يمكنه المساعدة على إثراء معلوماتهم ومعارفهم.
محمد التركي، صريح في أحاديثه، فهو لا يكذب على الواقع، ولا يعطي وعوداً يلامس بها مشاعر البعض، يقول في إحدى مقابلاته الصحفية، وأقتبس: «حدودي في السينما، أن أنتج أفلاماً مسلية، وفي النهاية، أنا رجل أعمال، أريد تحقيق الأرباح، أبحث عن السيناريوهات المسلية، عندي خطوط حمراء، فأنا لا أريد أن أنتج أفلاماً تتدخل بالدين أو السياسة، لا أريد العمل في مثل هذه الأفلام، دخلت عالم السينما من مدخل الفن وأنظر إليها من منظور التسلية ..انتهى».
ما أود الوصول إليه، أننا اليوم أمام حالة سعودية تهبنا الأمل، في مواصلة سير السينما السعودية، مع آمال بأن يلتفت التركي وغيره من المنتجين إلى جانب السينما السعودية، التي تخطو خطوات جادة، خاصة فيما يتعلّق بصناعتها، ومباركاً للتركي هذا الحضور الذي جعل منه واحداً من أبرز منتجي الأفلام في العالم، مقارنة بحداثة تجربته.