الموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً بل هو أجل مسمى يقول الباري عز وجل {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ولو كان الخلود لأحد لكان نبينا محمد حياً مخلداً. لقد كان يوم الأحد الثاني من الشهر الثاني عشر يوما أفل فيه نجم الشاب الخلوق بدر بن محمد الزهير ذو 15 ربيعاً في حادث سير، حيث كان الخبر صدمة كبيرة وخطبا جللا ليس على أبويه واخوته وأقاربه بل كل من عرفه. فقد كان سمح المحيا ترى في وجهه الطمأنينة وفي سلوكه التربية الحسنة والخلق الرفيع، فلا غرابة وهو ابن حلقات التحفظ في جامع ابن الشيخ ووالده أحد رجال التربية والتعليم بمحافظة حريملاء ورئيس لمجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم والابن كما يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
فكل من عرفه وجد فيه أخلاقاً حميدة وخصالا رفيعة، فلم يكن فقده مقصوراً على ذويه وأقاربه بل سيفقده مصحفه ومعلمه ومقعده في المعهد العلمي وزملاء الدراسة الذين أحزنهم رحيله، وبدا الأسى جليّاً في محياهم وقت الصلاة عليه وأثناء تشييع جثمانه الطاهر لمقبرة مشرفة. ولعل مما يعزي النفس ويهون المصيبة أن الفقيد طيب السيرة والسريرة وتوافد الناس للصلاة عليه والذين اكتظت بهم أروقة جامع الحزم بمحافظة حريملاء، فالخلق شهداء الله في أرضه .. طبت أيها الشاب الزكي حياً وميتاً وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته مهما كتب المداد وجاشت القرائح لوصف المشاعر تبقى قاصرة عن استيفاء حق ذلك الفقيد، ولكن للمؤمن ملاذ امن يبعث في القلب الراحة والطمأنينة، فألسنة ذوي وأقارب ومحبي الراحل تلهج بالدعاء صباح مساء بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يكرم نزله، ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} والعزاء الي والده الشيخ محمد بن راشد الزهير ووالدته واخوته وأقاربه ومعارفه ومحبيه ونسأل أن ينزل عليهم الصبر والسلوان وان يحفظهم من كل سوء ومكروه.
عبد العزيز بن سليمان الحسين - مدير مدرسة ملهم الابتدائية