تحتل قوة التحولات الرقمية في المملكة العربية السعودية صدارة الاهتمام في الشرق الأوسط بوصفها أكبر سوق في المنطقة للاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات. فبحسب أحدث الأبحاث في هذا الصدد الذي خلص إلى أن الفترة التي تشمل ما تبقى من العام 2015 والعام 2016 سوف تشكل منطلقاً لشركات تجارة التجزئة الإقليمية نحو تبني مختلف التقنيات الرقمية التي باتت مهيّأة لإحداث تحول كبير في تجارة التجزئة وتجربة التسوق الرقمي من خلال ربط نقاط البيع ووضع استراتيجيات خاصة لرقمنة أعمالها التجارية.
ومن المتوقع، وفقاً لشركة «غارتنر» للأبحاث والاستشارات المختصة بتقنية المعلومات، أن ينمو إجمالي الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط بنسبة 24 بالمئة، ليصل إلى 243 مليار دولار بحلول العام 2018. ويمثل الارتفاع الكبير في الإنفاق على تقنية المعلومات وأجهزتها إمكانات هائلة لزيادة فرص الأتمتة في جميع القطاعات تقريباً، في وقت تسعى فيه الشركات للاستفادة من زيادة القدرات التنقلية والخدمات الحكومية الذكية والبيانات الكبيرة وما يُعرف بإنترنت كل شيء، وهو الربط بين الأجهزة والأنظمة والخدمات الحوسبية عبر مجموعة متنوعة من البروتوكولات والنطاقات والتطبيقات.
وباتت التقنية تشهد تحولات ملموسة من البنية التحتية التقليدية لتقنية المعلومات إلى تحليلات البيانات الكبيرة، والأمن الافتراضي، وصولاً إلى السيولة النقدية، وذلك في حقبة الاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء متسارعة النمو، والتي يتوقع أن تبلغ فيها أعداد الأجهزة المتصلة 50 مليار جهاز وأن تصل قيمتها الاقتصادية إلى 14.4 تريليون دولار بحلول العام 2020.
إلى ذلك توقّع تقرير صادر عن شركة «فروست أند سوليفان» للأبحاث أن تبلغ مبيعات التجزئة العالمية 23 تريليون دولار بحلول العام 2025، وقال التقرير إن مبيعات التجزئة الإلكترونية عبر الانترنت قد تصل إلى نحو 4.3 ترليون دولار، أي ما يقرب من 20 بالمئة من المجموع العالمي.