طالعت في صحيفة الجزيرة العدد 15712 الاثنين 21 من ذي الحجة 1436هـ الموافق 5 أكتوبر 2015 م، خبراً عن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بمنح (1374) كشافاً وقائداً كشفياً من الذين شاركوا خلال موسم الحج 1435هـ (نوط الحج)، تقديراً لجهودهم التي بذلوها لخدمة ضيوف الرحمن. وأفاد الخبر الذي حرَّره الإعلامي عبد الرحمن اليوسف، بأن معالي وزير التعليم رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عزام بن محمد الدخيل عبَّر عن شكره وامتنانه لسموه، مؤكداً أن هذا التقدير يجسّد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وتشجيعها لكل من يسهم في خدمة ضيوف الرحمن وتوفير سبل الراحة لهم، وقدم معالي الوزير التهاني والتبريكات للكشافة والقادة الممنوحين النوط، مؤكداً أن ذلك سيكون حافزاً لهم لمزيد من العطاء في خدمة ضيوف الرحمن. حقيقة لا شك في أن هذه اللفتة الأولى تشكل مرحلة جديدة من صورة التقدير والوفاء لكشافة الوطن، وهي نقطة تحول بكل معنى الكلمة لسفراء السلام والإنسانية . نعم الشرفاء الأوفياء الذين خاضوا واجب الشرف في سبيل راحة ضيوف الرحمن، الذين حوّلوا كل شبر في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى ساحة عمل، قبل توافد حجاج بيت الله لأداء الركن الخامس للإسلام، هؤلاء الأوفياء الذين يخدمون جموع المسلمين التي تأتي ملبية ومهللة ومكبرة من كل حدب وصوب لأداء فريضة الحج، هؤلاء الأوفياء الذين حلقت صور لمحاتهم الإنسانية بأسمى معانيها في سماء الوطن وخارجه. إنهم بحق أوفياء وشرفاء فاستحقوا التكريم والتقدير على وفائهم النابع من إخلاصهم وإيمانهم بالله ثم بوطنهم وكرامتهم.
شاهدت النفوس الكبيرة العالية من أولئك الكشافة وهي تعبر تعبيراً صادقاً فطرياً، كلنا خدمة للدين ثم المليك والوطن .. ما أجمل عبارات الصدق والوفاء من أبناء العطاء والوفاء، إنها الإرادة القوية من الرجال المخلصين الذين أثبتوا للعالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه قلوبهم النابضة بالإيمان والوفاء والإخلاص، الذين قاموا بكل ما تتطلبه شعيرة الحج العظيمة بروح الفداء والمسؤولية فكانوا ولا زالوا خير السفراء.
فتحية لمقام خادم الحرمين الشريفين وتحية لسمو ولي عهده الأمين وتحية لسمو ولي ولي العهد، على هذا التكريم وهذا التقدير الذي وضعوه على صدور هؤلاء الأوفياء، فإنهم بحق استحقوا هذا التكريم لكفاحهم بالواجب ونضالهم لخدمة ضيوف الرحمن بالمحبة والسلام.
وشكراً لك يا ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز على هذه الأريحية الصادقة والوفية لرجال الوفاء والإخلاص، وتحية إكبار وتقدير لكل الأوفياء المخلصين.
في حقيقة الأمر لا أستطيع إنصاف الكشافة بقلمي ؛ لأنّ جهودها أكثر بكثير من مجرد كلمات أضع نقاطها، لكن من باب محاولة الإنصاف فإن الكشافة السعودية لم تتوقف برامجها في الحج منذ 54 عاماً، حيث سخّرت جهود أفرادها لخدمة الحجاج منذ أواخر السبعينيات الهجرية وحتى اليوم. وتتداخل أعمالها مع كل الجهات الحكومية والأهلية المشاركة، بل ويصعب حصر تلك الجهود المميزة، فأفرادها مثلاً يتعاونون مع موظفي أمانة العاصمة المقدسة في مهام مثل منع البائعين المتجولين غير النظاميين من الافتراش في الساحات والطرق العامة، ومنع الحجاج من الحلاقة حول الساحات المحيطة بجسر الجمرات وتنفيذ الأنظمة عموماً، ومع وزارة الصحة ينتشر الكشافة في عدد من المستشفيات بمكة المكرمة، للإسهام في إرشاد الحجاج المرضى المتحسنين وإيصالهم إلى مقار مؤسساتهم وسكنهم بعد أن يتماثلوا للشفاء، وتقديم كافة الخدمات المتعلقة.
بالتوفيق كشافتنا السعودية وسفراءنا للمحبة والسلام، أنتم نموذجٌ رائعٌ فعلاً، بركة الله تسندكم لتستمروا وتزرعوا الخير وتستمروا بالعطاء بكل جهود وطاقات لا تعرف حدود، ولا تتوقف عند مكان بل تستمر معلنة الوئام والسلام بين الأمم والشعوب. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
محمد بن عبدالله آل شملان - مدير العلاقات العامة والإعلام بتعليم وادي الدواسر