محمد بن عبدالله آل شملان ">
كانت مقولة معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل: « تُشرق الشمس من عُلوّ... وتُطل بضيائها من عزّ... وتسطع بإشراقها من فخر في اليوم الأول من الميزان كل عام... لنستذكر مع إشراقها ملامح رجال... ولنستعيد مع ضيائها همم أبطال... ولنستعرض مع سطوع فجرها... قصة توحيد وطن، بُني على كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، أصلها ثابت وفرعها في السماء « هي مقولة لها معانٍ كبيرة وكثيرة جاءت من وجهتها ودائرتها ومفتاحها وبوصلتها مبادرة وزارة التعليم « هويتي وطني « التي أنبتت فسائل تقدير الوحدة الوطنية في العقول ورسمت الواجب في البناء وأكدت الرقم 85 في منجز الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، ومثَّلت رسالة الحب والإعزاز.
المبادرة مهمة وذلك لأنه تمثل حجر الزاوية في حياة المجتمعات واستقرارها وتماسكها وتوحد صفوفها؛ فهي تعزز قيم الانتماء والولاء للدين ثم المليك والوطن وتعرِّف بمنجزات الوطن والمحافظة عليها وتنميتها وتعزيزها في كافة المجالات وتبيِّن ما وصل إليه وطننا وما تبوأته من مكانة رائدة محلياً وإقليمياً وعالمياً.
حينما تأتي مبادرة (هويتي وطني) يأتي الوطن أغنية عشق والإنسان ساعد بناء والتاريخ عبق أمجاد وعبير مجد عظيم. هذا الوطن يعيش تاريخه وحاضره ومستقبله بالحب والولاء والانتماء. وإنسان هذا الوطن الذي نفض عنه غبار التخلف بحكمة القيادة وريادة القادة.. رفع البناء الشامخ.. وأرسى مجد المستقبل بالإيمان والعمل والإنتاج.. فهذا الإنسان هو ثروة الوطن الحقيقي.. والإنسان هو الذي يحمي منجزات هذا الوطن.. ويضع من حبه وولائه السياج الحصين ضد كل طامع وحاقد وكاره.. ويشبك قلبه وعقله وحبه بقيادته الرشيدة.. والتاريخ يتنفس على هذه الأرض قدسية الإيمان بالله.. ويحكي أمجاد الوحدة بالحب والتآخي.. ويرسم لوحة تمتزج بها أصالة الماضي بحضارة الحاضر بآمال المستقبل المشرق.
لغة المبادرة بتفاصيلها التعليمية انسابت لتكون الإلهام الأكبر والباعث المحفز لكافة الإدارات التعليمية فلا عجب أبداً أن تقرأ عناوين صحفية مثل (مدارس حفر الباطن تحيل أروقتها للوحة خضراء احتفاء بالوطن) و(وكيل محافظة الزلفي يفتتح معرض وطن يسكن القلوب) و(تعليم جازان ينظم ملتقى الوحدة الوطنية) و(تعليم منطقة القصيم يعرض تاريخ المملكة بمعرض الوطن) و(مدير تعليم المنطقة الشرقية يكرم أبناء المرابطين على الحد الجنوبي) و(3000 مدرسة بالرياض تحتفي باليوم الوطني تحت شعار هويتي وطني) و(الفرحة بالوطن تواكب اللحظات الأولى لعودة أكثر من 30 ألف طالب وطالبة بوادي الدواسر).
تلك التعابير التعليمية الوطنية المتفرقة جغرافياً والمتقاربة زمنياً لا تتوقف حتى اللحظة مستشعرة هذه الذكرى العابقة لتوحيد هذا الكيان الكبير تحت راية الإيمان التي حملها صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي أرسى القواعد ووطَّد الأركان وجمع شتات القلوب وأقام صرحاً مشيداً وبنياناً قوياً متماسكاً دعائمه التوحيد ولبناته يشدُّ قوامها إيمان تعمّق في النفوس وأمن أينعت أغصانه بعد أن ترسخت جذوره فأعطى أطيب الثمار.
أصبح الفرد السعودي أيقونة تقدير المنجز والنموذج الأجمل في العلاقات المنسجمة مع وطنه وقيادة وطنه الفريدة في ظل عواصف الاضطراب التي تموج بالعالم العربي يمنة ويسرة، فزيادة اللحمة والمودة والتفاعل والصفاء المتجرد من كل منفعة بين الحاكم والمحكوم تقوم أولاً وأخيراً على الثقة وصدق الانتماء والإخلاص وهو الأمر الذي صنع منها، الوعي بدسائس محاور الشر التي تستهدف استقرار وأمن هذا الوطن السعودي الكبير.
هذا هو عبدالعزيز (الزعيم بالزعامة والبطل بالبطولة) الذي نفاخر به الأمم وهذه هي وحدتنا الوطنية التي هي على سفوح المجد وهؤلاء هم أمراؤنا الذين ينهجون ويقتدون بوالدهم الراحل عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وهذا هو حال وطننا الكبير بدينه الإسلام وأرضه السعودية وحاكمه الحازم سلمان وشعبه المتوحد الآحد المتكاتف.
هويتي وطني.. رسالة واضحة لتجسيد جوهر الوحدة وتفعيل غاية التعليم على شكل برامج عملية نافعة لترسيخ الانتماء الوطني وحفز المربين إلى غرسه ومد جذوره بل وتعميقه سلوكاً وممارسة وثقافة ووعياً، لنصل به إلى بر الأمان في ظل الظروف والمتغيرات الراهنة.
هويتي وطني.. رسالة واضحة لمن يقرأ تفاصيل التعليميين في كافة مناطق ومحافظات وطننا الحبيب.. تأملوا المشاعر.. راقبوا الرؤية.. شاهدوا الممارسات.. موحد عبقري.. أبناء يسيرون على منواله ويختطون خطاه.. طلاب وموظفون يتعالى صوتهم فخراً واعتزازاً بالمنجز.. استقرار داخلي وتطور اقتصادي ثابت ومكانة عالمية مرموقة بحمد الله تعالى ومنَّته.. طموحاتهم تفرض عليهم أن يحرصوا على المسير نحو المزيد من المكاسب وفق أهداف وطنهم وتوجيهات قيادتهم.. إنها مبادرة احتفال التعليميين بقيام دولة وإرادة شعب ورفعة وطن.
هويتي وطني.. إنها المبادرة التي يجيءُ التعليميون فيها وأصواتُهم هاتفةٌ: السعودية باقية بوحدتها الوطنية.. إنها النهر.
- مدير العلاقات العامة والإعلام بتعليم وادي الدواسر