ظلم وإجحاف الاتحاد الآسيوي للكرة السعودية بين الحقيقة والخيال ">
كتب - سلطان الحارثي:
منذ سنوات طويلة ونحن ننتقد تعامل الاتحاد الآسيوي مع الكرة السعودية،لم يقتصر الانتقاد على الإعلاميين أو الجمهور, بل جميع رؤساء الأندية التي تشارك في البطولات الآسيوية، ووصل الأمر لأعلى سلطة رياضية حيث انتقد الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد القدم السابق الاتحاد الآسيوي وحكامه.. ولعل هذا التصريح هو الذي فتح المجال لانتقادات واسعة واجهها الاتحاد الآسيوي الذي لا شك بأن بعض قراراته خاصة من لجنتي الانضباط والحكام تصيب المتابع الرياضي السعودي بدهشة وتجعله يكرر السؤال: هل صحيح الاتحاد الآسيوي يقف ضدنا؟ ولماذا؟
«الجزيرة» طرحت هذه القضية على عدد من منسوبي الأندية السابقين, لتتعرف على وجهات نظرهم حيال هذه القضية.
اتحادنا ضعيف ولن يغير من واقع الحال
رئيس الأهلي السابق الأمير فهد بن خالد أكد أن تعامل الاتحاد الآسيوي مع الكرة السعودية سيئ.. وقال: نعاني كثيرا من الآسيوي، وحينما كنت رئيسا للأهلي شعرنا بهذا الشيء، وشعرنا به أكثر حينما لعبنا النهائي الذي كان سيديره الحكم البحريني نواف شكر الله، ولكن بدون أي مقدمات تم تغييره.
وزاد: تعامل الآسيوي السيئ مع كرتنا يشعرنا بالظلم والإجحاف، ولعل آخر ما حدث منه تجاهنا في مباراة المنتخب امام الإمارات، حين حرم منتخبنا من ركلتي جزاء، والركلة التي احتسبت لنواف العابد تردد الحكم كثيرا قبل احتسابها.
وعن كيفية مواجهة هذا الظلم، قال: لا حل إلا بوجود ممثلين يعتمد عليهم في الاتحاد الآسيوي لأن ممثلينا اليوم أقل من أن يمثلوا الكرة السعودية حتى بوجود رئيس الاتحاد أحمد عيد.
وتابع: إن لم يكن لك صوت قوي سيضيع حقك، ومع الأسف لا يوجد لدينا ممثلون أقوياء لأن كل أهدافهم هي البقاء على كراسيهم.
واستطرد: نحن في الأهلي تعرضنا في الملاعب الإيرانية لمقذوفات ولكن الآسيوي لم يتعامل معها بالشكل المطلوب.
وشدد على أن اتحاد الكرة الحالي له دور فيما يحصل ولكن بما أنه ضعيف محليا فلن ننتظر منه شيئا خارجيا، ولا أعتقد بأن هناك أحدا من منسوبي الأندية يرتجي من هذا الاتحاد شيئا.
شخصية اعتبارية تحل مشاكلنا
من جهته، شدد محمد الحميداني رئيس الهلال السابق على أن الشواهد التي تدين الاتحاد الآسيوي وتعامله السيئ مع الكرة السعودية كثيرة، وقال: ما حدث من إساءات في المدرجات الإيرانية، وما حدث من جماهيرها تجاهنا لم يفعل حيالها الاتحاد الآسيوي أي شيء.
وأضاف: ما حدث للهلال في النسخة الماضية أمر لا يصدق، مئات الملايين من المشاهدين شاهدوا المهزلة التحكيمية التي ارتكبها نيشيمورا، والسؤال، ماذا صنع الآسيوي حيال ذلك، الواقع يقول لا شيء.
واستطرد: هناك فجوة كبيرة بين الأندية السعودية وبين الاتحاد الآسيوي وأنا لا أتحدث عن استقصاد أو تعمد مباشر، وقد يكون ذلك موجودا، ولكن قد يعود ذلك للسبب الأبرز وهو ضعف صوتنا في الاتحاد الآسيوي، وعدم تأثيره، لذلك فالحل يكمن في ترشيح شخصية اعتبارية ذات نفوذ وقدرة على أخذ حقوق الأندية السعودية داخل الاتحاد الآسيوي.
التجاهل أفضل طريقة لمواجهة الاتحاد القاري
من جانبه، أشار الدكتور مدني رحيمي عضو شرف الاتحاد إلى أن أفضل طريقة نواجه بها الاتحاد الآسيوي هي التجاهل والتفكير فقط في داخل المستطيل الأخضر.
وقال: نحن لدينا حساسية زائدة، ولسنا صرحاء مع أنفسنا، فالأخطاء التحكيمية واردة، ولكن حينما تكون قويا لا يمكن للحكم أو غيره هزيمتك، أما ان كنت لا تؤدي بشكل جيد فسوف تنتقد التحكيم وغير التحكيم وسبق أن خرجت منتخبات من كأس العالم بسبب أخطاء تحكيمية.
وأشارالى أن تركيزنا على الحكام الآسيويين من البلدان المختلفة سوف يضعفنا ويؤثر علينا وحينما تنتقد اليوم حكما إيرانيا، وغدا تنتقد حكما كوريا، وبعده تنتقد حكما سنغافوريا، وغيره من حكام القارة، فأنت تهيج القارة الآسيوية عليك، وهذا خطأ كبير، ولا يصب في صالح الكرة السعودية.
هبوط مستوياتنا الفنية جعلنا نبحث عن الشماعة
من جهته، شدد فواز المسعد عضو شرف الهلال على أن الاتحاد الآسيوي ساء بعد رحيل رئيسه السابق ولكن ذلك لا يعفينا من أن نعترف بأن الكرة السعودية هابطة فنيا، وقال: هبوط الكرة السعودية فنيا أجبرنا على البحث عن شماعة نتعلق بها، وتجاهلنا البحث عن الأسباب التي أدت لهبوط الكرة السعودية، وهذه مصيبة.
وتابع: متى كنا أقوياء لن يقف أمامنا أحد، ولذلك علينا أن نفكر في تقوية أنفسنا فنيا وتنظيميا.
القوي يستطيع فرض نفس على الجميع
من جانبه، شدد الدكتور فهد القريني نائب رئيس الشباب السابق بأنه لا يستطيع إعطاء حكم قاطع وجازم حيال تعامل الاتحاد الآسيوي مع الكرة السعودية، وقال: صحيح نحن نشــاهد أخطاء الحكام الآسيويين ضد بعض الأندية السعودية وضد المنتخــب وهي أخطاء واضحة وصريحة، ولكن السؤال، لماذا هذه الأخطاء؟ هل هي ضعف في الحكام أو لجنة الحكام؟ أو في ممثلينا داخل الاتحاد الآسيوي؟
وأشار إلى أنه لا يعرف هل بقية الأندية غير السعودية تُعاقب أم لا، مشيرا إلى أن العقوبات لا بد أن تكون متساوية حتى يشعر الجميع بالعدل.
وشدد على أن ممثلي الكرة السعودية في السابق لم يقوموا بالمطلوب، وكنا نتمنى بأن يكونوا أقوى مما هم عليه، ولذلك نحن أمام أسماء جديدة نتمنى أن يقوى الصوت السعودي من خلالهم.
يستقصدون المنتخب والهلال مستغلين ضعف اتحادنا
من جهته، اتهم الزميل الإعلامي صالح الحمادي الاتحاد الآسيوي بالفساد، مستشهدا بما حصل للهلال في النسخة الحالية، وما حدث له في نهائي النسخة الماضية، وقال: الآسيوي يعاني من حالة فساد كبير والأيام ستكشف كل شيء.
وأضاف: ما عانى منه الهلال في النهائي الشهير دليل على حالة الفساد في الاتحاد الآسيوي الذي يستقصد من المنتخبات السعودية المنتخب الأول، ومن الأندية الهلال، ولذلك ضربهم يأتي في الرؤوس وليس غيرها.
وشدد على أن الزمن كفل له إظهار ما كان يتحدث عنه ويحذر منه طوال السنوات الماضية حيال الفساد العالمي الذي يحيط باللعبة الجماهيرية الأولى، فما حدث لبلاتر وبعض معاونيه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الكرة القارية ليست بمعزل عن هذا الفساد، ومع الأسف أنه استشرى إلى أن وصل للاتحاد السعودي الذي بات ضعيفا لدرجة أن سلطة إدارات بعض الأندية أقوى من سلطة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وواصل: ما يحصل للمنتخبات السعودية والأندية ممثلة في الهلال ما هو إلا تجسيد لحالة الضعف والوهــن التي عليها الكرة السعودية من الناحية الإدارية، ولذلك متى أردنا النهوض مجددا فعلينا الاعتماد على الأقوياء بالفكر والعمل.